Умейядская династия в Сирии

Анис Закария Нусули d. 1357 AH
148

Умейядская династия в Сирии

الدولة الأموية في الشام

Жанры

أسهب المؤرخون والأدباء في وصف المسجد الأموي وذكر أروقته ومحاريبه ونقوشه وأعمدته، وإنني مقتطف لك فقرات بعيدة عن المبالغة، وهي لأشهر الثقات الذين كتبوا في هذا الموضوع:

قال المقدسي: «الجامع أحسن شيء للمسلمين اليوم، ولا يعلم لهم مال مجتمع أكثر منه، قد رفعت قواعده بالحجارة الموجهة كبارا مؤلفة، وجعل عليهم شرف بهية، وجعلت أساطينها أعمدة سودا ملسا على ثلاثة صفوف واسعة جدا، وفي الوسط إزاء المحراب قبة كبيرة، وأدير على الصحن أروقة متعالية، ثم بلط جميعه بالرخام الأبيض، وحيطانه إلى قامتين بالرخام المجزع، ثم إلى السقف بالفسيفساء الملونة ، في المذهبة صور أشجار وأمصار وكتابات على غاية الحسن والدقة ولطافة الصنعة، وأقل شجرة أو بلد مذكور إلا وقد مثل على تلك الحيطان، وطليت رءوس الأعمدة بالذهب، وقناطر الأروقة كلها مرصعة بالفسيفساء، وأعمدة الصحن كلها رخام أبيض وحيطانه بما يدور والقناطر وفراخها بالفسيفساء نقوش وطروح، والسطوح كلها ملبسة بشقاق الرصاص، والشرافيات من الوجهين بالفسيفساء، وعلى الميمنة في الصحن بيت مال على ثمانية عمد مرصع حيطانه بالفسيفساء، وفي المحراب وحوله فصوص عقيقية وفيروزجية كأكبر ما يكون من الفصوص، وعلى الميسرة محراب آخر دون هذا للسلطان، وقد كان تشعث وسطه فسمعت أنه أنفق عليه خمسمائة دينار حتى عاد إلى ما كان، وعلى رأس القبة ترنجة فوقها رمانة كلاهما ذهب.

ومن أعجب شيء فيه تأليف الرخام المجزع كل شامة إلى أختها، ولو أن رجلا من أهل الحكمة اختلف إليه سنة لاستفاد منه كل يوم صنعة وعقدة أخرى ... ويدخل إليه العامة من أربعة أبواب: باب البريد عن اليمين، كبير له فرخان عن يمين وشمال على كل واحد من الباب الأعظم، والفرخان مصراعان مصفحة بالصفر المذهب، وعلى الباب والفرخين ثلاثة أروقة كل باب منهما يفتح إلى رواق طويل قد عقدت قناطر على أعمدة رخام ... وجميع السقوف مزوقة أحسن تزويق، وفي هذه الأروقة موضع الوراقين ومجلس خليفة القاضي ... يقابله عن اليسار باب حيرون وباب الساعات وباب الفراديس، وعلى كل من هذه الأبواب ميضأة مرخمة ببيوت ينبع فيها الماء وفوارات خارجة في قصاع عظيمة من رخام، ومن الخضراء وهي دار السلطان أبواب إلى المقصورة مصفحة مطلية ... وأنفق عليه ثمانية عشر حمل بغل ذهب.»

11

وقال ابن عساكر: «قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان: قرأت في قبلة مسجد دمشق صفائح مذهبة بلازورد «بسم الله الرحمن الرحيم الله لا إله إلا هو الحي القيوم»

12

إلى آخر الآية، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، ربنا الله وحده، وديننا الإسلام، ونبينا محمد

صلى الله عليه وسلم ، أمر ببناء هذا المسجد وهذه الكنيسة التي كانت فيه عبد الله الوليد أمير المؤمنين في «ذي القعدة من سنة ست وثمانين»، وهذه الكتابة في ثلاث صفائح منها وفي الرابعة سورة الفاتحة إلى آخرها ثم النازعات ثم عبس ثم التكوير الكل بتمامها، وقدمت بعد ذلك فرأيت هذا قد محي وكان ذلك قبل المأمون ... وكانت القناديل إذا أطفئت في مسجد دمشق يسد الواحد منا أنفه لما يفوح من رائحة المسك ... وكان في مسجد دمشق اثنا عشر ألف مرخم، ويقال: إن المرمر كان كثيرا.»

13

وروى ياقوت في معجم البلدان عن أحد الأدباء: «هو جامع المحاسن ... معدود من إحدى العجائب، قد زور بعض فرشه بالرخام وألف على أحسن تركيب ... صنعته مؤتلفة، بساطه يكاد يقطر ذهبا ويشتعل لهبا، وهو منزه عن صور الحيوان إلى صنوف النبات وفنون الأغصان، لكنها لا تجنى إلا بالأبصار ولا يدخل عليها الفساد كما يدخل على الأشجار والثمار، بل باقية على طول الزمان»، وقال أيضا: «لو عاش الإنسان مائة سنة وكان يتأمله كل يوم لرأى فيه كل يوم ما لم يره في سائر الأيام من حسن صنائعه واختلافها.»

Неизвестная страница