Умейядская династия в Сирии
الدولة الأموية في الشام
Жанры
فأما جانبها الغربي ففيه قلعتها، تحيط بها وبالمدينة جميعها أسوار عاليه، ويحيط بها خندق يطوف الماء منه بالقلعة، إذا دعت الحاجة إليه أطلق على جميع الخندق المحيط بالمدينة فيعمها.
وبإزاء المدينة في سفح جبل قاسيون مدينة الصالحية، وهي مدينة ممتدة في سفح الجبل بإزاء المدينة في طول مدى يشرف على دمشق، وغوطتها ذات بيوت ومدارس وأسواق وبيوت جليلة، ولكل من دمشق والصالحية البساتين الأنيقة يتسلسل جداولها، وتغني دوحاتها، ويتمايل أغصانها، وتغرد أطيارها، وفي بساتين النزهة بها العمائر الضخمة والجواسق العلية والبرك العميقة والبحيرات الممتدة تتقابل بها الأواوين والمجالس، تحف بها الغراس والنصوب المطرزة بالسرو الملتف والحور الممشوق القد والرياحين المتأرجة الطيب والفواكه الجنية والثمرات الشهية ...»
5
فترى أن ياقوت والمقدسي والقلقشندي أجمعوا على الاعتراف بجمال دمشق ولطف بساتينها وكثرة مدارسها وأبنيتها في مختلف العصور التي عاشوا بها، وهي بلا جدال بلد صحي أعجب الخلفاء الأمويين والعباسيين، حتى قال ابن عساكر: «لم تزل ملوك بني العباس تخف إلى دمشق طلبا للصحة وحسن المنظر، منهم المأمون، فإنه أقام بها، وبنى القبة التي في أعلى جبل مروان، وصيرها موقدا يوقد في أعلاه النار، ويقال: إن المأمون نظر يوما من بناء كان فيه إلى أشجار الغوطة وبنائها فحلف بالله إنها خير مغنى على وجه الأرض.»
6 (ب) جامع بني أمية
ولو أتيح لنا زيارة دمشق في أواخر عهد الوليد لاستجلب أنظارنا مسجدها الجامع المعروف اليوم بجامع بني أمية، فترى به القواعد الكبيرة والأساطين العظيمة والأعمدة الجميلة والمحاريب المزينة والقبب البديعة والأروقة المرصعة والفسيفساء الملونة والنقوش المتنوعة والفصوص المذهبة والمرمر المصقول، وقد جمع الوليد لدى عمارته أشهر البناة والمهندسين من الهند وفارس والمغرب وبيزنطية، ويقال: إنه أنفق عليه خراج الشام سبع سنين.
أسباب تشييد مسجد بني أمية
أما الأسباب التي دفعت الأمويين لتشييد المسجد الجامع فهي.
أولا:
مجاراة المسيحيين ومضاهاتهم في بناء معابدهم كما يؤثر الخلفاء على العامة، ولئلا يقال: إن بيع النصارى أحسن فنا وأدق بناء وأجمل زخرفة من مساجد المسلمين، نستشهد على هذا بما رواه المقدسي حينما سأل عمه معترضا على كثرة الأموال التي أنفقت على هذا الجامع قال: «وقلت يوما لعمي: يا عم لم يحسن الوليد حيث أنفق أموال المسلمين على جامع دمشق، ولو أصرف ذلك في عمارة الطرق والمصانع ورم الحصون لكان أصوب وأفضل، قال: لا تفعل يا بني، إن الوليد وفق وكشف له عن أمر جليل، وذلك أنه رأى الشام بلد النصارى، ورأى لهم فيها بيعا حسنة قد افتن زخارفها وانتشر ذكرها كالقمامة وبيعة لد والرها، فاتخذ للمسلمين مسجدا شغلهم به عنهن وجعله أحد عجائب الدنيا، ألا ترى أن عبد الملك لما رأى عظم قبة القمامة وهيئتها خشي أن تعظم في قلوب المسلمين فنصب على الصخرة قبة على ما ترى.»
Неизвестная страница