Умейядская династия в Сирии
الدولة الأموية في الشام
Жанры
نشأ سليمان بالبادية عند إخوانه بني عبس، فشب فصيح اللسان كثير الأدب، ولا ريب أنه كان من أجل شبان بني أمية، فيصفه المؤرخون بقولهم: «... وكان طويلا أبيض جميلا قضيفا جعد الشعر ... شديد العجب بشبابه وجماله»،
17
واعتنى بلباسه وهندامه، وتأنق في ذلك كثيرا حتى لقب نفسه «بالملك الفتي» «والملك الشاب.» (3-1) عيوبه
ويعاب سليمان بأمرين: الأول لغيرته وحسده، ففتك بموسى بن نصير فاتح المغرب والأندلس، وقد ذكرنا ذلك في فصل الفتوح، وعذب غيره من كبار الرجال أصحاب الخدمات الباهرات لمجرد سوء الظن أو لبادرة حسد تطرأ عليه، والثاني لكثرة نهمه وشغفه بالنساء، روى الفخري: «... وكان نهما، فيقال: إن الطباخ كان يأتيه بالشواء فلا يصبر حتى يبرد فيأخذه بكمه ...»
قال الأصمعي: كنت مرة أفاوض هارون الرشيد، فجرى حديث أصحاب النهم، فقلت كان سليمان بن عبد الملك شديد النهم، وكان إذا أتاه الطباخ بشواء تلقاه فأخذه بأكمامه، فقال الرشيد: ما أعلمك يا أصمعي بأخبار الناس؟ لقد اعترضت منذ أيام جباب سليمان فوجدت أثر الدهن في أكمامها فظننته طيبا، قال الأصمعي: ثم أمر لي بجبة منها،
18
وقال الطبري: «ولي سليمان فكان صاحب نكاح وطعام، فكان الناس يسأل بعضهم بعضا عن التزويج والجواري.»
19
ويبالغ المؤرخون في رواياتهم عن نهمه، غير أنها تظهر لنا ولا شبهة حقيقة ناصعة، وهي أن الخليفة الفتي أو الشاب كان يحب أن يتمتع بجميع الشهوات الجسمانية، وقد أسرف في تمتعه بها إسرافا زائدا؛ حتى إنها قضت عليه وعجلت في وفاته، قال ابن عبد ربه: «وكان سبب موت سليمان بن عبد الملك أن نصرانيا أتاه وهو بدابق - بالقرب من حلب - بزنبيل مملوء بيضا وآخر مملوء تينا، قال: قشروا، فقشروا فجعل يأكل بيضة وتينة حتى أتى على الزنبيلين، ثم أتوه بقصعة مملوءة مخا بسكر فأكله فأتخم فمرض فمات.»
20 (4) عمر بن عبد العزيز
Неизвестная страница