Умейядская династия в Сирии
الدولة الأموية في الشام
Жанры
ولا ريب أن هذه الحملة شتتت شمل أهل طبرستان وجرجان، ولكنها لم تخضعهم إلى السلطة الأموية تمام الخضوع.
وكان أول من جدد البناء بجرجان يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، ونبغ بها رجال اشتهروا بالعلم والأدب وكتب الحديث والفقه، ويقول ياقوت الحموي: إنه يرتفع منها الإبريسم وثياب الإبريسم ويحمل إلى جميع الآفاق، كذلك الأحجار الكريمة.
14
أما يزيد بن المهلب بن أبي صفرة صاحب هذه الفتوح فكان واليا لخراسان بعد أبيه المهلب، وقد مكث فيها نحوا من ست سنين، فعزله عبد الملك بن مروان برأي الحجاج لمنافسة بين القائدين، وطالما خشي الحجاج من يزيد لما كان يرى فيه من النجابة والذكاء وعلو الهمة والكرم، وكيف لا يخافه وأهل العراق تميل إلى يزيد وترغب فيه وتوده لو يكون حاكمها وسيدها، فترصده بالمكروه فحبسه وعذبه، فتمكن من الهرب إلى الشام واستجار بسليمان بن عبد الملك فأجاره، وشفع له عند أخيه الوليد فأمنه وكف عنه.
ولا ريب عندنا أن أهل العراق كانوا ينضمون دائما إلى صفوف يزيد بن المهلب لأنه كان يكره سيطرة أهل الشام على العراق ويرى وجوب الانفصال عن الشام أو التغلب على الأمويين ورفع الإحن والمظالم التي سامها الحجاج للناس، فحث أهل المصرين مرة على مناصبة الشاميين العداء والتربص لهم، فقال من خطاب له بواسط: «... يا أهل العراق، يا أهل السبق والسباق ومكارم الأخلاق، إن أهل الشام في أفواههم لقمة دسمة قد رتبت لها الأشداق وقاموا لها على ساق، وهم غير تاركيها لهم بالمراء والجدال، فألبسوا لهم جلود النمور»،
15
فيمكنك إذن أن تميز بين هذه الخطبة وخطب الحجاج في العراقيين وما لها من التأثير في النفوس إن سيئا وإن حسنا.
قال ابن خلكان يصف المهلب: «وكان كريما جوادا، فقال فيه الأخطل الشاعر:
فما لسرير الملك بعدك بهجة
ولا لجواد بعد جودك جود
Неизвестная страница