Умейядская династия в Сирии
الدولة الأموية في الشام
Жанры
اللبنانيون
كان اللبنانيون يحالفون الجراجمة ويكاتبون البيزنطيين، ويرجع ذلك في اعتقادنا للرابطة الدينية التي تربط هذه الجماعات بعضها ببعض، فعاملهم الأمويون بالرحمة والعدل، فأخلدوا للسكينة، فلما قامت الدولة العباسية أجلت الفئة الثائرة منهم عن بلادها، وكادت تبطش بالبقية الباقية، لولا نصيحة الإمام الأوزاعي ووساطته في حمايتهم، والأوزاعي مدفون في ضاحية بيروت.
قال البلاذري في هذا الصدد ما يأتي: «خرج بجبل لبنان قوم شكوا عامل خراج بعلبك، فوجه صالح بن علي بن عبد الله بن عباس من قتل مقاتلتهم، وأقر من بقي منهم على دينهم وردهم إلى قراهم، وأجلى قوما من أهل لبنان ...» فكتب الأوزاعي إلى صالح رسالة طويلة حفظ منها: وقد كان من أجلاء هذه الذمة من جبل لبنان ممن لم يكن ممالئا لمن خرج على خروجه ممن قتلت بعضهم ورددت باقيهم إلى قراهم ما قد علمت، فكيف يؤخذ عامة بذنوب خاصة حتى يخرجوا من ديارهم وأموالهم وحكم الله تعالى
ألا تزر وازرة وزر أخرى ،
5
وهو أحق ما وقف عنده واقتدي به، وأحق الوصايا أن تحفظ وترعى وصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فإنه قال: «من ظلم معاهدا وكلفه فوق طاقته فأنا حجيره.»
6 (2-2) الحملة على القسطنطينية
صمم الأمويون مرارا على مهاجمة البيزنطيين في عقر دارهم، فيستولون على الأناضول والقسطنطينية وينشرون لواء الإسلام في أوروبا، ويقطعون كل أمل للعناصر الثائرة في سورية كالجراجمة وغيرهم من التطلع إلى الحماية الأجنبية، فيحبطون بذلك كل المؤامرات والدسائس الداعية لقتل نفوذهم في الشام، فجرد معاوية الأول حملته المشهورة بقيادة سفيان بن عوف فكان نصيبها الفشل، وقد أسهبنا في وصفها في كتابنا «معاوية بن أبي سفيان»، فعزم سليمان بن عبد الملك الخليفة الشاب على افتتاحها مهما كلفه الأمر، فجهز جيشا بلغ مائة وعشرين ألفا سنة 98ه/716م بقيادة أخيه مسلمة بن عبد الملك، فعبر الخليج وحاصر المدينة وضيق على أهلها كل التضييق؛ حتى أنهم قبلوا أن يعطوا عن كل رأس دينارا إن رجع عنها فأبى إلا فتحها عنوة، فالتجأ أحد زعمائهم - البطريق لاوون - إلى الحيلة، فوعد مسلمة أن يفتح له أبواب المدينة إن تنحى عنهم بجيشه وأمدهم بالطعام، واستوثق منه الأمان لنفسه ولذويه، فأمدهم وتنحى عنهم جانبا إلى بعض الرساتيق ليطمئنوا، وأعد البطريق لاوون السفن والرجال فنقلوا في ليلة ذلك الطعام ولم يتركوا منه إلا ما لم يذكر حسب رواية ابن العبري،
Неизвестная страница