وما زال يسقيه وهو يتلطف في سرقة سره، حتى أخذ الشراب منه وباح له بأن كثيرين من أعيان المملكة سيجتمعون هذه الليلة في دير جنفياف، فيدخلون إليه بملابس الرهبان ويقولون عند دخولهم كلمة سرية لا يسوغ لمن لا يقولها الدخول.
فمال عليه شيكو بالشراب، فأخبره بتلك الكلمة.
فعلم عندها أن أعيان المملكة لم يجتمعوا في الدير بهذا الشكل السري، إلا لمؤامرة يعقدونها للإضرار بالملك الذي كان يحبه حبا عظيما.
فذاب شوقا إلى الاطلاع على هذه المؤامرة.
وكان غورنفلو قد أخبره أن الذين يدخلون إلى هذا الدير لعقد هذه الجمعية هم أعضاء معدودون.
فمتى التأمت يعدون الأعضاء، فإذا نقص العدد يبحثون عن الغائب ومعرفة اسمه بكتابة أسماء الحضور.
وإذا زاد العدد يبحثون عن الذي تجاسر على الدخول بغير إذن، ويقتلونه في الحال.
وقد ذكر له الموعد المعين للاجتماع وما يجب على الداخل أن يقول عند دخوله، وعند عدد الأعضاء ... وأعلمه بكل مصطلحات الجمعية المذكورة.
ففهم شيكو كل شيء، ولم يبق عليه غير أمر واحد، وهو منع غورنفلو من الذهاب والحصول على ملابسه ليرتدي بها ويذهب بدلا منه، ففكر شيكو فعلم أن الرشوة لا تفيد في هذا المقام.
ولبث كاتما قصده، وجعل يسقي ذلك الراهب المسكين وهو يتظاهر أنه يشرب معه ويكب الأقداح.
Неизвестная страница