فصحت صيحة منكرة ورجعت منذعرة إلى الوراء ...
وكانت النافذة التي أنا فيها، لا تعلو عن سطح المياه أكثر من مترين، ورآني كما رأيته، ونظر إلى ما داخل قلبي من الرعب، فتجاهل وقال: أظنك بانتظاري يا سيدتي. - بل أنتظر سهدا يريد إنقاذي، وكنت أجهل من هو. - إذا لم أكن الذي يسعى لإنقاذك فمن يكون؟ - إني أسديك جميل الشكر يا سيدي، وأذكرك بما كتبته لي من أنك قادم من عند أبي. - نعم يا سيدتي، لقد قدرت بأنك لا تثقين بي؛ ولذا أتيت برسالة منه وهذه هي.
ثم أعطاني هذه الرسالة، ففضضتها وتلوت ما يأتي:
ابنتي العزيزة
إن الذي يعطيك رسالتي يا ابنتي العزيزة، هو المسيو دي مونسورو الذي أرسلته السماء لإنقاذك من الخطر المحدق بك، ثقي به كما تثقين بي، وسيخبرك بعد إنقاذك عن رغبتي الشديدة بوفائي لوعدي السابق له.
أبوك
البارون دي ماريدور
ولما انتهيت من قراءتها، قلت: إن أبي يقول إنك ستنقذني، ولكنه لم يقل لي إلى أين ستذهب بي. - سأذهب بك إلى قصر ماريدور حيث تجدين فيه أباك. - إذا سأرى أبي. - نعم، بعد ساعتين.
وسررت لهذا النبأ ... ولكني كنت أشعر بشيء من الخوف من هذا الرجل.
غير أني لم أجد بدا من الذهاب معه.
Неизвестная страница