وأما مذهب من زاد (( والقدر خيره وشره )) ففي حديث جبريل الروح الأمين صلى الله عليه ، حين جاء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان والساعة ، وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جلس ذات يوم مع أصحابه ، إذ أقبل رجل جميل الوجه ، أبيض الثياب ، طيب الرائحة ، حسن العمة ، بعيدا من المجلس ، فسلم وجلس ، فرد عليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) السلام ، فقال الرجل : (( أأدنو منك يا رسول الله ؟ )) فقال له عليه السلام : (( أدن )) . فدنا حتى جلس بين يدي رسول الله عليه السلام ، فنصب رجله اليمنى ، ووضع يده على ركبته ، وفرش فخذه اليسرى ، ووضع يده عليها ، فقال : (( أسالك يا رسول الله ؟ )) فقال : (( سل )) . فقال : (( ما الإيمان ؟ )) . فقال عليه السلام : (( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبلقائه واليوم الآخر - ويروي : وبلقائه والبعث - وتؤمن بالقدر خيره وشره )) فقال له : (( صدقت )) ، فتعجب الناس من قوله : صدقت ، فقال : (( ما الإسلام يا رسول الله ؟ )) فقال : (( شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان والحج لمن استطاع إليه سبيلا ، والاغتسال من الجنابة )) فقال : (( صدقت )) . ثم قال : (( ما الإحسان يا رسول الله ؟ )) فقال عليه السلام : (( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) فقال : (( صدقت )) . فقال : (( متى الساعة يا رسول الله ؟ )) فقال عليه السلام : (( ما السؤول عنها بأعلم من السائل عنها ، وسأنبئك بأشراطها : إذا ولدت الأمة ربها وربتها ، وتطاول رعاة البهم في البنيان ، ووسد الأمر إلى غير أهله ، في خمس لا يعلمهن إلا الله وتلا ( صلى الله عليه وسلم ) : ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) .
Страница 12