Далалат Шакль
دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
Жанры
Genetic Epistemology
عند بياجيه لتكمل لنا القصة، وتصور لنا المعرفة جدلا بناء بين البنيات الباطنة للذات العارفة وبين الموضوع المعروف؛ فالبنيات الباطنة للذات هي حصيلة إنشاء فعلي متواصل يقوم على خبرتها بالموضوع، والخصائص التي يتحدد بها الموضوع لا تعرف إلا بفضل تدخل تلك البنيات التي تغني خصائص الموضوع وتؤطرها، هكذا تحمل كل معرفة جانبا جديدا من التكوين والإنشاء، وهكذا تبقى المعرفة على الدوام مسلسلا تطوريا لا يتوقف وجشطلتا ناقصا لا يتم. «وعندما تكتب قصيدة، تكتشف أن ضرورة ملاءمة معناك في هذا الشكل أو ذاك تتطلب في حد ذاتها أن تبحث في خيالك عن معان جديدة وأنت ترفض طرائق معينة لقول هذه المعنى وتنتقي غيرها، محاولا صياغة القصيدة من جديد دائما وأبدا، وفي هذا التشكيل تصل إلى معان جديدة أكثر عمقا لم تكن تحلم بها، فليس الشكل مجرد تهذيب لمعنى لا تجد له مكانا في قصيدتك، ولكنه معين لك في العثور على معنى جديد، ومنشط لتركيز معناك، ولتبسيطه وتنقيته، ولتكتشف في بعد أكثر شمولا الماهية التي تود التعبير عنها، وما أكثر المعاني التي كان شكسبير يستطيع أن يضمها في مسرحياته لأنه نظمها شعرا ولم يكتبها نثرا، أو يضعها في سونيتاته؛ لأنها مكونة من أربعة عشر بيتا.»
15
إن مما يشبه المحال على فنان لم يضع لنفسه مهمة أكثر تحديدا من إبداع شكل دال دون شروط أو حدود مادية أو فكرية، أن يركز طاقاته بحيث ينجز هدفه، إن مشروعه سيكون مفتقرا إلى الدقة، وجهوده من ثم ستكون مفتقرة إلى القصد، وأدنى إلى اليقين أنه سيكون غامضا ومتراخيا في عمله، وقد يلوح له باستمرار أن هناك احتمالا بأن يعيد للشيء عافيته بضربة حظ، وقلما يبصر بوضوح أنه قد ضل السبيل ... إن من يشعر أنه لا عمل له إلا أن يصنع شيئا ما جميلا، يندر أن يعرف من أين يبدأ أو أين ينتهي.
16
مرة ثانية نقول إن القيود في الفن عون وتيسير! فالحدود الفنية تذلل طريق الفنان الحقيقي ولا تعيقه.
إنها أم رءوم ترتب خزانته،
ورفيقة شفافة حيية تفكر له وتعينه على عجزه،
وتتحفه بالطرف حتى لا يكاد يرى وجهها المتواري خلف أكداس الهدايا.
الفصل التاسع
Неизвестная страница