Дадаизм и сюрреализм: очень короткое введение
الدادائية والسريالية: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
متع شعبية
في واحدة من أروع وأعمق المقالات التي كتبت عن السريالية، طرح الكاتب الألماني الماركسي والتر بنيامين السؤال التالي: «ما الشكل الذي تقترح أن تتخذه الحياة إذا حددته في لحظة فارقة أنشودة عامة تجري على ألسنة الجميع؟» وإذ استدعى الناقد بذلك الإمكانات الثورية للمواد الثقافية المفترض كونها «هابطة»، فقد كان يعبر عن فكرة شائعة خلال أوائل الطليعية في القرن العشرين؛ فقد اعتنت حركات كالتكعيبية بشدة بهدم التمايز ما بين الثقافة «الراقية» و«الهابطة»، الأمر الذي يتجلى، على سبيل المثال، في استحداث الرسام الفرنسي ليجيه أفكارا دعائية متكررة في الرسم التكعيبي. لقد أضفت الالتزامات اليسارية لكل من الدادائية والسريالية انحرافا معينا للفتاتهم التآزرية مع «الشعبي»، ولو أنه في بداية القرن العشرين كانت الثقافة العامة عادة شيئا مصنوعا من أجل الشعب لا نابعا من الشعب نفسه. فهم بنيامين التزامهم بشاعرية «كل يوم» فهما شاملا. وإذ ناقش رواية أندريه بريتون المسماة «ناديا» (1928) - وهي تناقش العلاقة العاطفية التي ربطت بين الكاتب وصاحبة اسم الرواية - يكتب بنيامين:
بريتون وناديا هما الحبيبان اللذان يحولان كل شيء شعرنا به خلال رحلاتنا الحزينة بالقطار ... خلال فترات ما بعد الظهيرة الكئيبة، يوم الأحد، في أحياء البلوريتاريا بالمدن الكبرى، في النظرة الأولى خلال النافذة المغبشة بفعل الأمطار، في شقة جديدة؛ إلى تجربة ثورية. إنهما ينتقلان بالقوى المهولة «للجو» المستتر في تلك الأشياء إلى درجة الانفجار.
في هذا القسم وفي القسم التالي له، أود أن أرسم الخطوط العريضة لبعض السبل التي من خلالها ارتبط بها السرياليون، والدادائيون من قبلهم، بكل ما هو «يومي»؛ وبذلك ستتحول المناقشة في هذا الفصل من الطريقة التي أدرجت بها الدادائية والسريالية رسائلهما في العالم الاجتماعي، إلى الدرجة التي يتشبع بها إنتاجهم وأسلوب حياتهم بهذا العالم.
بداية من الدادائية، سنجد الكثير من الأمثلة لفنانين يستخدمون تحديدا اصطلاحات دارجة للتقليل من شأن «فنية» إبداعاتهم؛ ومن ثم توظف لوحة بيكابيا «صورة فتاة أمريكية في حالة عري» (شكل
2-7 ) أسلوبا من الصور التجارية موجودا في الإعلانات الرخيصة أو الأدلة التجارية المصورة. لقد تكلمت بالفعل عن الدادائيين وسخريتهم من العالم التجاري، ويمكن التشديد على ذلك بحقيقة أن كلمة «دادا»، بعيدا عن أي اشتقاق معجمي (انظر الفصل الأول)، استخدمتها شركة من شركات زيوريخ، وتعرف باسم بيرجمان آند كو، قبل ظهور الدادائية، للإعلان عن مستحضرات تجميل. لكن أفضل طريقة للتدليل على محاكاة الدادائية للثقافة الشعبية تكمن في النظر إلى مثال آخر لدورية دادائية، وأصدرتها هذه المرة مجموعة برلين بعنوان «كل إنسان كرته الخاصة» في فبراير 1919، بغلاف يحمل واحدا من أوائل أمثلة التجميع الصوري الدادائي لجون هارتفيلد.
شكل 2-7: فرانسيس بيكابيا، «صورة فتاة أمريكية في حالة عري»، رسم خطي نشر في دورية «291»، العددين الرابع والخامس (يوليو-أغسطس 1915).
على العكس من دوريات الدادائية الأخرى ببرلين - مثل «الدادائية» حيث تم توظيف العديد من الخطوط الطباعية والتصاميم المتعددة الاتجاهات - يعمل التصميم في هذه الدورية كمونولوج على مخطط تقليدي. وما وراء ذلك، كما هو حال دادائية برلين عامة، من المهم أن يقيم المرء وزنا للخلفية السياسية للمونولوج. وخرجت الدورية، التي تعتبر واحدة من سلسلة من الدوريات التي أنتجها فصيل هارتفيلد-هيرتسفيلده-جروتس الشيوعي المتحمس التابع لدادائية برلين، بعد أسابيع قلائل من قمع الثورة الشيوعية في برلين بقيادة الثائرين كارل ليبكنيشت وروزا لوكسمبورج، قمعا وحشيا على يد الفيلق الحر المؤتمر بأمر وزير الدفاع جوستاف نوسكه.
شكل 2-8: «كل إنسان كرته الخاصة»، غلاف دورية، إصدار وحيد (15 فبراير 1919).
يهاجم الغلاف ببراعة الحزب الاشتراكي الحاكم الجديد؛ حيث اصطفت رءوس رموز الحزب والمروجين له، وفيهم نوسكه، حول مروحة دوارة وأعلاهم طرح السؤال التالي: «مسابقة وجائزة: من منهم الأجمل؟» هذه إشارة مباشرة إلى المسابقات ذات الجوائز المعروضة على تصاميم الإعلانات التي كانت الأحزاب السياسية تضعها في الصحف. سبقت الصورة عن عمد أيضا مقالة لشقيق هارتفيلد، ويدعى فيلاند هيرتسفيلده، يتساءل فيها حول ما إذا كان بالإمكان اعتبار الانتخابات التي فاز بها الحزب الشيوعي ديمقراطية، وخاصة بالنظر إلى حقيقة أن دعاياته الانتخابية مولها أناس ذوو مصالح مؤيدة للحزب الشيوعي. يتلاعب التصميم ككل إذن بالدعاية الجماهيرية، وينتقد دورها في اختلاق الموافقة السياسية. لقد كان التجميع الصوري للرجل المرتدي قبعة سوداء مستديرة إلى جوار عنوان الدورية - الذي يرجع أيضا لهارتفيلد - تعزيزا بصريا بالتبعية للنصيحة المدمجة في العنوان، التي مفادها ألا يسمح الإنسان لنفسه بأن يتحكم فيه الآخرون، بل يتحكم هو في نفسه.
Неизвестная страница