Зовущий небеса: Билал ибн Рабах, муэдзин Посланника
داعي السماء: بلال بن رباح «مؤذن الرسول»
Жанры
وإن فخر الروم والفرس بالخوان الحافل فخر عليهم العرب بالجود وبذل الموجود.
وساجلوا وسوجلوا في هذا المجال فأثبتوا بحق أنهم أصحاب فصاحة وأصحاب أعراق.
لكنهم لم يعرفوا قط عداء العنصر أو عداء الجنس كما عرفه البيض والحمر في القارة الأمريكية، أو كما عرفه الأوروبيون والأصلاء في القارة الأسترالية، أو كما عرفه السلافيون والتيوتون في أوروبا الشرقية، أو كما عرفه الإسرائيليون والكنعانيون أو عرفه المغاربة والإسبان في زمن من الأزمان.
وإذا سمعت الزراية بالعبيد على لسان العربي فآخر شيء يتبادر إلى الذهن أنهم يقصدون عداء الألوان والأجناس، أو يخصون اللون الأسود بذلك الازدراء أو ذلك العداء.
فقد غلبت على بعض العرب أنفسهم سمرة تضرب شديدا إلى السواد، وكان من سادتهم من وصف بحلكة اللون وشابه الزنج بالإهاب الخشن والبشرة الفاحمة.
فإذا قالوا: «العبد» فهم لا يقصدون الزنجي ولا يخصون سواد اللون بالمهانة، ولكنهم يقصدون كل أسير لم يفك إساره وكل جليب يباع ويشرى في الأسواق، ومنهم صفر الوجوه وبيض الوجوه.
ويقصدون على الأخص كل إنسان مجهول النسب لا ينتمي إلى أصل من أصولهم المشهورة ... إذا لم يكن في وسعهم أن يجهلوا مفخرة النسب، وقد فرضتها عليهم معيشة البادية ومفاخرة الحاضرة مئات السنين.
فلا يزدرى العبد عندهم لأنه حالك اللون ولا لأنه من جنس يعادونه ويعاديهم، ولكنه يزدرى لعلة اجتماعية لا لعلة عنصرية، وقد تزول هذه العلة من حيث لا تزول علل العناصر وعداوات الأجناس.
وجاء زمن على الدولة العربية بعد اتساعها وسطوتها كثر فيه جلب الزنوج السود من القارة الأفريقية إلى فرضات البحار المقاربة للعاصمة العربية، وأكبرها البصرة في ذلك الحين، فشجر بين الزنج والعرب يومئذ عداء الأجناس في عصوره الحديثة والقديمة، ونشبت فتنة الزنج بالبصرة على مثال الفتن الجنسية التي نشهدها اليوم أو توصف لنا في التواريخ، ولكنها كانت غاشية عابرة لسبب عابر، فذهب أثرها بعد ذهابها بسنوات.
أما في غير تلك الآونة فقد كان الزنج قلة في بوادي الجزيرة وحواضرها، وكان الرجل العربي يولد الجارية السوداء ويتبنى وليدها إذا نجب وصلحت حاله وظهرت منه الفروسية والفصاحة، وربما كان له عبد يحمد خصاله فيعقته ويستلحقه ويزوجه بنته أو ذات محرم منه، ولا يمنعه أن يصنع ذلك عداء الجنس أو بغضاء اللون، بل يمنعه عرف اجتماعي توجد له النظائر في كل عرف يدور حول الزواج، ولو بين الأقرباء.
Неизвестная страница