Пропаганда пути верующих
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
Жанры
( عبد الحميد الثاني ) وسلاطين عمان وزنجبار وأهدوه بأوسمتهم اعترافا بمنزلته السامية في العلم والدين تبرز عنه العلماء الفطاحل أخص من بينهم ذلك السري الفخيم سليمان باشا الباروني ، وبالجملة كان آية التحقيق والتدقيق والتضلع في سائر الفنون وناهيك بتآليفه في أكثرها ، انتقل إلى عالم الأرواح عند تنفس الفجر يوم السبت 23 ربيع الثاني 1332ه وقد اشبعنا الكلام على حياته الشريفة ونسبنا الفخيم الحفصي العدوي في تاريخنا له عنه ( الأقوال السنية في حياة قطب الأئمة ) إن ساعدتنا الأقدار فنمثله للطبع ، نسأله سبحانه تحقيق الرجاء ، والعدوي نسبة إلى بني عدي القبيلة العمرية ، قال في أرجوزته :
مع اجتماع في عدي بعمر وبالنبي في لؤي وزمر
فإن قيل قوله تعالى: { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين } (المائدة /93) يفيد انتفاء الجناح عن المؤمن الذي طعم مباحا بشرط إن آمن واتقى المعصية وعمل صالحا ، ومن المعلوم أن انتفاء الجناح عن المؤمن ليس مشروطا بشيء من الإيمان والتقوى والإحسان وإنما الجناح في ترك شيء من تلك المذكورات لا في تناول المباح عند انتفاء شيء منها . فما الوجه في تقييد انتفاء الجناح عمن تناوله بقوله :( إذا ما اتقوا وآمنوا ) أجيب بأن قوله تعالى :( إذا ما اتقوا وآمنوا ... إلخ لم يذكر لتقييد نفي الجناح عنهم بتحقق تلك الأوصاف السنية مدحا لهم وثناء عليهم فالسائلون من الصحابة ، تم جوابهم بقوله تعالى : ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ) لأنهم طعموها قبل أن حرمت عليهم فإن تلك الأوصاف لو ذكرت لاشتراط نفي الجناح عنهم باتصافهم بها لما كان لختم الكلام بذلك وجه .
Страница 85