============================================================
الن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات 101 فليس يخلو اجتماغها بعد أن كانث متفرقة من أن تكون كان موجودا فيها، أو كان موجودا في غيرها، وانتقل إليها، وحدث بعد أن لم يكن؛ فإن كان موجودا فيها إذا كانت متفرقة، فالافتراق الموجود فيها أولى من أن تكون مجتمعة بالاجتماع الموجود فيها. فإن قالوا: كان الاجتماع كامنا فيها، ثم ظهر؛ فالظهور لا يجوز على الأعراض، وإنما تكمن الأجسام بعضها في بعض. وأيضا فإن كانث كامنة ثم ظهرث؛ فظهورها حادث، أو يكون ظهورها أيضا كامنا فظهر، فيصير الأمر إلى ما لا / نهاية له، أو يكون الاجتماع كان موجودا في غيرها، (1/140) وانتقل إليها.
وهذا لا يجوز لوجوه: أحدها: أن الانتقال لا يجوز على الأعراض.
والثاني: أن المنتقل لا ينتقل إلا بانتقال إذا لم يكن منتقلا ثم انتقل، وهو موجود في الحالين. وهذا لا يجوز على العرض.
والثالث: أنه وإن انتقل بانتقال، والانتقال حادث، أو يكون الانتقال أيضا كان موجودا في مكان آخر فانتقل، وهذا يصير إلى ما لا نهاية له.
والرابع: إنما يكون الاجتماع للجميع بعينه وذاته لا شيء غيره يجوز أن يزايله، وكذلك الحركة والافتراق والسكون وجميع الأعراض؛ فلن يجوز أن تكون مرة اجتماعا لهذا، ومرة اجتماعا لهذا.
والخامس: أن الأعراض لا تبقى، فتوجذ مرة لهذا، ومرة لغيره. وإذا بطل الاجتماع الموجود في الجواهر إذا اجتمعث؛ كان موجودا فيها، وكان موجودا في غيرها، فانتقل فيها، فقد صح أنه حادث لم يكن، ثم كان.
Страница 601