============================================================
مقالات البلخي غير حاجة به إلسى أن يحدث لذلك عينه، أو يعدم، فلولا أن حادثا حدث ما تغير حكمه. وإذا كان لا بد من حادث، فلن يخلو ذلك الحادث من أن يكون جوهرا أو عرضا، فإن كان جوهرا أوجب له غيرا آخر إلى ما لا تهاية له، وهذا محال. وإن كان عرضا فهو ما قلنا.
قالوا: أولو جاز أن يكون الشيء موجودا غير متحرك، ثم تحرك من غير حركة له هي غيره؛ لجاز أن يكون غير واهب لم يهب، ولا يكون هناك هبة، و أن يكون غير مصوت لم يصوث، ولا يكون هناك صوث، وأن يكون غير والد ثم ولد، ولا يكون هناك ولذ. وهذا لا يقول به الملحدون، بل يقولون: لا بد في هذا كله من هبة هي غير الواهب، وصوث غير العصوت، وولد غير الوالد؛ فيقال لهم في المجتمع والمفترق والفاعل مثل ذلك.
مسألة: قال الملحدون: أنتم تزعمون أن العرض كان بعد أن لم يكن، وأن الافتراق وجد بعد أن كان معدوما، وغدم بعد أن كان موجودا، والجسم لم يكن معادا ثم أعيد، ولم يكن فانيا ثم فني، ولم يزل الله قبل الخليقة، وليس يجوز اليوم أن يقال: إنه قبل خلقه، ثم لا تثبتون للحركة حدثا ولا للافتراق وجودا ولا عدما، ولا للجسم إعادة، فما أنكرثم أن يتحرك الجسم بعد أن لم يكن متحركا ويجتمع بعد أن كان متفرقا، ثم لا يجب بذلك أن تكون هناك حركة أو اجتماع هما غيره؟
جوات: قال الموحدون: إن الحركة والافتراق لم يكونا وهما معدومان موجودان فيجث بذلك وجود غير لهما من أجله حدثتا ووجدتا، وقد أحدثا أنفسهما فاغتنينا عن حادث غيرهما. وكذلك الجسم حين أعيد حديت نفسه ولم يكن
Страница 598