============================================================
الفن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات محدث أو جسم وهو عرض في أشباه ذلك. فالأول جهل بإنيته والثاني نفى حقائقه، على أن يأتي بالجهل نفي الإنية عرضا وجسما، ويأتي العلوم بثبت الإنية عرضا أو جسما، ألا يرى أنه عندك على أنه عرض أو جسم، وأنه لا يبقى إلا أن الأول... الإنيات مطلقة(1)؛ لأنه اعتقاد الإنية موجودة، وهو أول اعتقادات، وهو أيضا شامل كامل لكل قائم العين.
ولسنا بحمد الله ونعمته نجهل كيف خرج الجسم من العدم إلى الوجود، لا من شيء قطع منه؛ لأنا نعلم أنه صار كذلك بحدوث عينه بعد أن لم يكن ألبتة، إلا أن يكون القوم أرادوا الشكل والهيئة، كقولك: كيف جاءكم عبد الله ولعب؟ تريد أن يخبروك عن حاله، كيف كانت في حال مجيئه، فيقول القوم: جاة راكبا، وعلى حال كذا. فإن أرادوا هذا فلسنا ندري أخرج مجتمعا أو مفرقا وقد يمكن أن يعلم ذلك.
وقد يقول القائل: كيف حدث كذا ما شبيه بالذي دعا إليه، وهذه الكيفية منفية عن فعل الله؟ ونحن أيضا نعلم كيف خلق الله الدنيا؛ لأنا تعلم أنه خلقها بأن قال لها: [كونيا] فكانت؛ أي بأن أحدثها لا بعلاج فإن قال قائل: كيف أحدثها لا بعلاج؟
قلنا: إن كنت تسأل عن دليل هذا فالأمر فيه سهل، وإن كنت تسأل عن شكل وهيئة كانا لله في حال إحداثه؛ فالمعلوم أن هذين لا يجوزان عليه، ولا يجوز لأحد أن يدعي الجهل بهما. وإن كنت تسأل عن ذلك فأين عنه؟
انقضت حكاية الرجل.
(1) في الأصل: مطقة.
Страница 575