============================================================
الفن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات إلى أنه لا حق بتة؛ لأنه إن جاز أن يثبت حق واحد جاز مثل ذلك في كل حق.
وإن كان السائل ممن لا يثبت حقا؛ فسؤاله مما يبطل لبطلان كل حق، وهو أيضا معاند. وقد قلنا في أصحاب العناد بما كفى، وهذا الفرق الماضي من كلامي.
قال الرجل الذي حكينا عنه أكثرهذا الكتاب: يقال(1) للسائل عن هذا: أنكژنا ذلك من قبل أنه ليس في الأجساد ما شأنه أن يعتقد ما وقعت عليه حواشه على حقيقة التجليد لها.
ووجه آخر: وهو أن الجهل بين الحقيقة واعتقادها كما حكى ما هي عليه العلم ثبق لها، واعتقاد لخفائها على ما هي عليه، هذا حد العلم وذلك حذ الجهل، ولن يقعا على غير ما وصفنا. والعلم كله حق، كما أن الجهل كله باطل. والحق لا بد له من أصلي ليس بازائه جهل ولا شبهة ولا شيء من أجناس الباطل؛ لأنه لوكان بإزاء كل حق باطل لكان كل حق محتاجا إلى ما يفصل بينه وبين ما بازائه من الباطل، ولو كان هذا هكذا لرجع الأمر إلى ما قال أهل العناد في أن كل حق- إن كان الحق موجودا - محتاج إلى دليل يثبته، والباطل لا أصل له يبنى عليه ويثبته، فلذلك لم يجد تثبيت جهل يستغني عن الأسباب المشكلة والمشبهة المموهة، ويزول عنه سلطان البراهين والحجج ووجه آخر: وهو أن الأصول لو كانث مجهولة بجهل لازم مع الحياة والإطلاق كما (1) في الأصل: يقا.
Страница 573