============================================================
الفن الخامس: من كماب عيون المسائل والجوابات ويقال لهم: خبرونا عن الذي يعتقد كبيرا لصغير إذا أبعد عنه بعد أن حدق إليه، وصغر الكبير، ورأى الشراب ماء، ما الذي أدى إليه ذلك؟ ومن أي طريق وجب؟
قإن قالوا: من جهة النظر؛ أكذبوا الحواس على حكمهم.
وقيل لهم: فلعل جميع ما أدركثه الحواسن هذه سبيله .
فإن قالوا: ليس هذا هكذا، وليس يجب إذا اعتقد المعتقذ من جهة الحواس. قيل لهم: في النظر والعقل مثل ذلك، وهذا ما لا يكون فيه فصل.
وان زعموا أن ذلك الغلط لم يقع من جهة الحواسن ولكنه اقتضث اقتضاء.
أو ما قالوا في ذلك من شيء لم يعسر على خصمهم أن يقول في كل ما اعتقد من المذاهب الفاسدة: إنه ليس من جهة العقل والنظر، وإنه إنما وقع من جهتهما العلوم الصحيحة والمذاهب المستقيمة.
ويقال لهم أيضا: وما ئدريكم لعل كل ما تعتقدونه(1) وترون أنه من جهة الحواس إنما وقع اقتضاء من جهة الشيطان ووسواسه: (في وجوب النظر على أهل الملة) قال: ومما يحتج به على أهل الملة من وجوب النظر: قول الله جل ذكره: أقلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السمله كيف رفعت* وإلى الجبال كيف نصبت* وإلى الأرض كيف سطحت} [الغاشية: 220-17).
(1) في الأصل: ومعتقدونه.
Страница 559