============================================================
الفن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات المحس أو من يجوز أن يحس هي أنه جسم، وأن ذلك ليس بحقيقة القادر أو من يجوز أن يكون قادرا.
معارضة: ثم إنا نرجع على الخصم كائنا ما كان بالمعارضة لنريه صحة ما قلنا، وفساد طعنه بأن نلزمه فيما ذهب إليه ما قدر أن يلزمنا، فلا يجد بدا في آخر أمره إلا إلى الوجوع إلى مثل الذي رجثنا إليه مما في البداء، وأوائل العلوم، والتصادق فيها. فإن كان موحدا مقرا بالقديم قيل له: أتزعم أنه جل ذكره قادر؟
فإذاقال: نعم. قلنا: ولم قلت ذلك؟ وما الدليل عليه؟ فإذا قال: وقوع الفعل منه. قلنا: ولم وجب أن يكون من وقع منه الفعل أو جاز أن يقع منه قادرا؟ فإذا قال: لأن حقيقة القادر هو أن يجوز منه الفعل والاختيار، وذلك من قبل أن ما ال دل على أنه قادر هو دال على وقوع الفعل جائز منه، وما دل على هذا دل على هذاك. قيل له: فما الفصل بينكم وبين من قال كذلك: يجب أن يكون قادرا على أن يأكل ويشرب، وأن يكون ذلك جائزا منه، وأن يكون إنما كان قادرا من أجل جوازه عليه؛ لأن كل ما دل في الشاهد على أن القادر قادر فهو يدل على أنه يجوز أن يأكل ويشرب ويعجز عما قدر عليه، وكل ما دل على جواز هذا منه فهويدل على أنه قادر.
فإن طلب في الشاهد قادرا لا يجوز عليه شيء من هذا ذكژنا أمرا يجوز عليه شيء من ذلك، وليس بقادر من لم يجدة، وإن صار إلى أن يقول: إن الأكل والشرب وسائر ما ذكرتم ليس يدل على أنه قادر فقط، ولم يجز منه لأنه قادر فقط، وإنما يدل على أنه قادر جسم، وإنما جاز منه لأنه قادر جسم،
Страница 619