الأحباب ، باب رفع الحجاب ، باب دنو أولي الألباب ، فسبحان الملك الوهاب .
وقال رضي الله عنه: من أنفق عليك من خزانة نفسه، فلا تقبل منه شيئا، ومن أنفق عليك
من خزانة عقله ، فاقبل واترك على حسب ما تلقح بنور الحكمة ، ومن أنفق عليك من
خزانة قلبه، فخذ واستكثر ولا ترد من ذلك شيئا، ومن أنفق عليك من خزانة غيبه
فذاك الكنز الأكبر والنور الأبهر، والأمر الذي يتنافس فيه ويعتنى بتحصيله، فيصان
ويدخر.
ثم : اعلم أن الله تعالى لما خلق النفس والعقل جعل لهما خزانتين من خزائن
فضله، ثم أذن لهما في الإنفاق منهما مدة دولتهما، ولما خلق القلب والروح طلبا ما جعل
للأولين، فقال: وعزتي وجلالي لأجعلن لكما ما جعلت لهما، لأنكما عندي أجل رتبة
منهما، وأعلى قدرا من قدرهما، ولكن أنفقا وأنا أمدكما مددا دائما سرمدا، ولا أقطع
Неизвестная страница