27

О разрыве связей для размышлений о служении существ

قطع العلائق للتفكر في عبودية الخلائق

Издатель

مركز تأصيل علوم التنزيل للبحوث العلمية والدراسات القرآنية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٤٣ هـ

Место издания

القاهرة - مصر

Жанры

وهذا أحسن لأنه لو لم يخلقهم لم يعرفوا وجوده وتوحيده، و«قيل: معناه إلا ليخضعوا إليّ ويتذللوا، ومعنى العبادة في اللغة: التذلل والانقياد، فكل مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله، متذلل لمشيئته لا يملك أحد لنفسه خروجًا عما خلق عليه. وقيل: (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) إلا ليوحدوني، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء، وأما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء، بيانه قوله ﷿: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [العنكبوت: ٦٥] (^١). قال القرطبي-﵀: «أي: ليذلوا ويخضعوا لي» (^٢). قال النووي (ت: ٦٧٦ هـ) ﵀-: «وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبور» (^٣). وأهل العبودية الحقة موقنون بذلك. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀-: «إن الله خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته والإنابة إليه ومحبته والإخلاص له» (^٤). وقال الإمام ابن القيم ﵀-: «وبنى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) على أربع قواعد: التحقق بما يحبه الله ورسوله ويرضاه من قول اللسان والقلب، وعمل القلب والجوارح، فالعبودية اسم جامع لهذه المراتب

(^١) تفسير البغوي (٧/ ٣٨١). (^٢) تفسير القرطبي، الجامع لأحكام القرآن: (١٧/ ٥٦). (^٣) رياض الصالحين للنووي بتخريج الألباني (ص: ٣٧). (^٤) العبودية (ص ٨٠).

1 / 25