207

إميليا :

خلي عنك، لو أوتيت الدنيا لما كانت خطيئتك فيها إلا إحدى الخطايا التي تجري في أملاكك ولك حينئذ أن تكفري عنها سريعا بما تشائين.

ديدمونه :

لا أعتقد وجود مثل هذه المرأة.

إميليا :

نعم توجد من صنفها عشرات بل بتعداد ما يكفي لعمار العالم الذي يقامرن لأجله. على أنني أعتقد أن النساء إذا عثرن فالذنب للبعولة لأنهم بين خلتين

6

إما أن يهملوا واجباتهم ويلقوا بكنوزهم في أحواض أجنبيات أو أن يتفجروا عليهن غيرة فيسومونهن المضايقة وآلام الضرب، وقد يبتزون أموالهن. ومهما يكن من طبائعنا فإن فيها لشيئا من السم، ولسنا خاليات من شغف بالانتقام تحت ما يروق من مظاهرنا ... ليعلم الأزواج أن لنسائهم حواس مثلهم لهن عيونا ومناشق وحلوقا يميزن بها الحلو من المر كما لهم. وماذا هم فاعلون حين يستبدلون بواحدة منا غيرها؟ أهي اللذة تدعوهم؟ نعم. أهو الغرام يدفعهم؟ نعم أيضا. أهو الضعف ينتقل بهم في هذه الضلالات؟ نعم نعم نعم؟ فإن كان الأمر كذلك أفليست لنا نحن أيضا لذات نشتهيها ومودات نبتغيها مع ضعف كضعفهم يحملنا على غير محمل؟ لهذا أقول إما أن يحسنوا معاملتنا أو فليعلموا أن الآثام التي نقترفها إنما هي رجع ما تتعلمه من آثامهم.

ديدمونه :

طاب ليلك ومسيت بخير وليمنحني الله أخلاقا تعينني لا على استخراج الشر بل على استخراج صلاح لنفسي من حيث لا يكون صلاح.

Неизвестная страница