183

عطيل :

السماء تعلم بكل تحقيق أنك خادعة كجهنم.

ديدمونه :

خدعت من يا سيدي؟ ولمن؟

عطيل :

آها ديدمونه اذهبي اذهبي اذهبي.

ديدمونه :

أواه من هذا اليوم المشؤوم! لماذا تبكي؟ أأنا مسببة هذا البكاء يا سيدي؟ إذا كنت تظن أن أبي كان الساعي في رجوعك فهل علي ملام؟ وإذا كنت قد فقدت صداقته فقد فقدتها أنا أيضا.

عطيل :

لو أنه طاب للسماء أن تمتحنني بأشد البلايا فأمطرت على رأسي حاسرا صنوف الآلام والمعرات وأغرقتني في الفقر إلى الشفتين وسامتني الأسر وخيبة البقية من آمالي، لوجدت في زاوية من نفسي أدنى موضع للصبر، ولكن يا للحيف، لا صبر لي على أن أكون تمثالا يرمقه الزمان ويشير إليه الاحتقار بإصبع يرفعها على مهل. على أنني ربما تماديت إلى تحمل هذا ولا بأس. إلا أن هناك مقدسا أودعت فيه قلبي وهو الذي يجب أن أعيش فيه أو لا معنى للعيش. ثم إن هناك ينبوعا يجري منه تيار بقائي وبدونه ينضب فأنا بين خطتين: إما أن أطرد من المقدس وإما أن أبقى الينبوع مباحا كالبئر ترده الصراصير القذرة وتتواقع بجانبه وتتناسل. إيها أيها الصبر. إيها أيها الملك الوردي الثغر، تحول تجاه هذا المشهد واتخذ وجها قاتما كوجه سقر.

Неизвестная страница