قال الإمام المتوكل على الله أجهت سليمان عليه السلام معنى الأية أنه مثل حجة بهذه الأنوار التي هي أجلا من ضوء النهار فمثل السموات بمحراب الراهب مكون فيه مصباح في زجاجة واستشهد بالبيت المتقدم على أن المحراب يسمى مشكاة ومثل القرآن ثم وصف النبي صلى الله عليه وآله بالزجاج لأنه يحمل القرآن والزجاجة محمد المصباح ثم وصف النبي صلى الله عليه وآله بالنور فقال الزجاجة كأنها كوكب دري وقد قال فيه عز من قائل [ ]"يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " ومثل العقل بالذهن الذي يخرج من الزيتون إلى أن مال عليه السلام ثم قال يكاد زيتها يضيئ ولولم تمسسه نار نور على نور يريد أن العقل يكاد أن يعرف الحق ولولم يدل عليه قرار ولما كان المصباح لا ثبت إلا بالذهن فكذلك القرآن لا يفقه إلا بالعقل فلا يعرفه من لا عقل له كذلك الرسول صلى الله عليه وآله لا يعرفه من لا عقل له فكان العقل قواما لمعرفة النبي صلى الله عليه وآله والكتاب كما أن الذهن قوام للمصباح قلت أنا وفيها أقوال جمة غير ذلك جاء منهاما يحوم على المقصود طائرة وأن لم يقع ومنها ما أسف لما يرتفع ولقد حكى لي سيدي ووالدي أمير المؤمنين عليه السلام أن طلب من الإمام الحسن بن وهاس رحمه الله أن يقرأ الآية وروى لي خبرا معناه أنه يقرأها رجل من أهل بيتي قال النبي صلى الله عليه وآله فقال له عليه السلام يكون هو المفسر فاستعفاه .عن ذلك وكان في علم التفسير بالمكان الذي لا تهاري فيه وقال قد سبقني الإمام أحمد [48] بن سليمان عليه السلام ولا مصر على ما ذكرته من الأقوال المحكية وأقول أن لي في تفسير هذه الآية الشريفة نظرا يوفقني الله تعالى له فالمفسر كتاب الله علا وجل يكون وأن أسباب المحز فيه على وجل ما لم يعصده أي كريمة أوثار نبوته إلا أن القرأ يقوى في خاطري أن الله سبحانه أعلمنا أنه نصب الأدلة على الحق فجعل السموات والأرض وما بث فيهما من الآيات دلالات واضحات وهو براهين نيرات وأنها في الجلاء والطهور وكهذا المصباح الموضوع في الزجاجة التي هي الفتيل في المشكاة إلى هي الكوة إلى لا مستند لها ليجتمع نورها وتستكمل ضؤها إذ الموضوع الفصل فيه نور المصباح الكمل وأتم لأسما إذا أمد هذه الزجاجة بالزيت الصافي الذي لم يشبه شاب لأقام في أنادرنا فيدورون بسببه ولا طالت عصور قامته فبصير دور بابل بلغ أنه من صفاته وأنه لا جمع فيه لعتري أشكاله كان يضيئ نفسه من غير نات تمسه وأن هذا الزيت خرج من شجرة مباركة . روينا أن النبي صلى الله عليه وآله قال اللهم بارك في الزيتون اللهم بارك في الزيتون وروينا أنه بارك سبعون نبيا منهم إبراهيم صلى الله عليه آله أجمعين وكان صلى الله عليه وآله يدهن الزيت . روينا أن عبد الله بن ثابت دعا بيته ودعا بزيت وقالوا ذهبوا رويتكم فقالوا لا ندهن روسنا بالزيت فأخذ العصا وجعل يقربهم ويق يرغبون عن دهن رسول الله صلى الله عليه وآله وأن هذه الشجرة .مع هذه الصفات في أحسن فنبت ليست في معناه ولا في بيان في معناه والأخير فيهما فيمضحى المقناة مفعلة من القنوة هو الضارب إلى السوداء لفرط جمرته فصارت هذه الشجرة عارية من الأوصاف السكنية حاصلة فيها الصفات الحسنة البركة من الأنبياء عليهم السلام وأنها في تلعه من التلاع إلى نبالها من الشمس فيها ما نصلب عودها وهل منها ما تجمع من العفونات ونبالها من غروب الشمس ما يحسن فرعها وتصح حبها ليست في وهذه من الوهاد ولا في هوة حبب لإنبالها من الشمس الألفحات لسيرة ولا عد عليها طل من فر الشمس ففيها بل أخذت من هذا خطأ ومن ذلك حظا فتظاهرت هذه الوجوه فصارت الزجاجة كأنها كوكب دري أي منجم ضخم ثاقب والدراري الثواقب وهي خمسة المشتري وزحل والمريخ .وعطارد [49] والزهرة جعل تعالى الحق متضحا بهذه الأمثال كان يصح هذا المثل من ترواق الآيات المنصوبة وتضاعف الدلائل العجيبة وترادفها في المثل صار الحق ظاهرا واضحا نورا على نور إلا أنه لا يهتدي لهذا الذي جعله الله مثلا إلا من قادته يوافق الله تعالى إلى الإهتداء بنور الله تعالى فقال تعالى يهدي الله لنوره من يشأ وهم الذين علم تعالى أنهم منقادون منقلون الألطاف الدري .فيه هدى مضموم الدال مهموز ممدود مأخوذ من در النجم إذا طلع وارتفع وزنه فقيل كسكيت . قال الإمام الناصر عليه السلام الحسن بن علي إذا كان مكسور الدال شدد الرافهو أيضا منسوب إلى الدركما يقال الحجر لجي يضم اللام وكسرها وقرى بضموم الدال مشدد الرامد إلا أن أن كثير من النحاة لم يجوزه قال لا يوجد في كلام العرب فقيل مضموم الغامد والعين . قال جار الله رحمه الله يجوز ذلك وقد لقى في كلامهم كمريق وهو حب العصفر ذكره في الكاشف وفي حاشيته تفسير المريق قال أبو عبد وأنا أرى له وجها وذلك أنه درو على وزن فعول كسبوح وقدوس فاستعلوه كثرة الضمات فردوا بعضها إلى كسره كما قالوا عتبا وهو فعول من عتوب مقر أبرز بالعطا أروي بفتح الدال والهمزة . قال أبو حاتم هو خطأ وقد صحح جار الله هذه القراءة ورواها في الكشف . قال أبو حاتم عبد الإختيار ضم الدال وتشديد الياء من همزة قال وأخذنا ذلك لأن في الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال أهل الجنة يرون أهل عليين كما يرون الكوكب الدري في افق السماء ولأن أهل الحرمين مجموعون عليها قالوا دري مكسور الدال مهموز ممدود أي انه يدفع به الظلام بإضافة وقيل أنه يدفع الشيطان بالرمي به قلت وليس هذا عندي بالوجه لأنه لا موحي بالنجوم الثواقب إلى يقدم ذكرها بل أقيدها بل الوجه أنه يرفع الظلام قرى توقد بالبشديد للقاف والمعنى نتوقده وتوقد بالتخفيف وظنا القراتين راجعه إلى الزجاجة ومري يوقد ضم الياء والشديد للقاف ويوقد بفتح الياء وتخفيف القاف .
Страница 76