قال أبو عبيدة: أي معتم بالعمامة للتطوع........الشكر: الثناء على المحسن بما أعطاك، وهو يتعدى بنفسه وباللام.
وقيل: إن تعديته باللام أفصح.
العليم: صفة مبالغة، وهل فعيل وفعول لمعناهما في باب المبالغة، حيث يراد بهما ذلك......أحدهما أبلغ فيه من الآخر، أهل العربية جعلوها شيئا، وأهل الفقه فصلوا بين أن تبيع البقرة على أنها لبين أوعلى أنها لبون ....في لبن يفسد البيع؛ لأنها صفة مبالغة، ولا توقف على قدرها، وفي لبون يصح البيع معها وجعلوه بمعنى أنها ذات لبن، أعلمنا الله عز وجل أن هذين المكانين الصفا والمروة من معالم الله التي تعبدنا بقصدها للحج، فمن أراد الحج إلى بيت الله تعالى، وتعريف الحج لا يحتاج إلى ظهوره غلب على هذين المكانين، هذان الاسمان كما علمت الثريا اسم النجم.
{فليطوف بهما} يتطوف بهما أدغمت الياء في الطاء لتقاربهما، وهل الطواف واجب أم لا؟
مذهبنا أنه واجب، وإذا فات خير بالدم، وهو قول..... والشافعي ومالك، إلا أن الشافعي يقول أنه ركن مثل طواف الزيارة لا يخير بالدم.
وعن ابن حنبل ثلاث روايات:
الأولى: أنه والجب وأن الحج يفوت بفواته، قال عنه بعض الصحابة، قال أبو طالب من أصحابه أيضا لا شيء عليه في تركه عمدا ولا سهوا ولا ينبغي تركه.
قال.......من أصحابه: أنه تطوع.
والوجه فيما أخترنا أنه واجب، ما روينا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ((يا أيها الناس إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا)).
وأما الوجه في أنه لا يجب أن يفوت الحج بفواته، فقول الله تعالى: {فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} فإنه حاجا ومعتمرا من غير أن يسعى.
وما روينا من قول النبي صلى الله عليه وآله: ((الحج عرفة، الحج عرفة، فمن أدرك عرفة فقد أدرك الحج)).
Страница 86