سميت: بسبأ لقول الله تعالى: {لقد كان لسبأ في مساكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور } سبأ: هو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وهو يجري ولا يجرى، فأن أريد به القبيلة لم يجر، وإن أريد به الأب يجر قد قرئ بهما جميعا واختيار أبي عبيد يرى الإجراء ، والوجه عندي أنه يجرى والوجه ما روينا أن النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] سأله رجل عن سبأ، فقال: أخبرني عن سبأ ما كان رجلا أو امرأة أو أرضا او جبلا او واديا؟ فقال: ليس بأرض ولا امرأة ولكنه كان رجلا من العرب ولد له عشرة من الولد فيامن منهم ستة وشام منهم أربعة، فأما الذين تيامنوا: فكندة والأشعرون والأزد ومذحج وأنمار وحمير، فقال رجل وما أنمار؟ قال: الذين هم خثعم وبجيلة ، وأما الذين تشاموا: فعاملة وجذام ولخم وغسان، فارود النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] تفسيرا للآية اسما للأب لا ريب أنه جائز ان تسمى به القبيلة فلا يجرى إلا أن تفسير النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] أولى ومن غير ما رويناه عن النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] وإن كان لنا سماعا أن غسان لحق بالشام وأنمار بيثرب وجذام بتهامة والأزد بعمان، وتفرقوا كل إنسان وحده حتى ضرب بهم الأمثال في التفرق، قال كثير:
فلم يحل بالعينين بعدك منضر ......أيادي سبأ يا عز ما كنت بعدكم ...
قيل : الأيادي المراد بها الأولاد وذلك أن الرجل ينتفع بأولاده كما ينتفع بيدي، وقوله:ما كنت بعدكم ، ما : زائدة يقدر يا عز كنت بعدكم أيادي سبأ: يقال: حلى في العين وحلى في القلب لم يرد تعالى بسبأ فقط بل أراد جماعة من السبائيين والجنة : قيل النخيل وقيل: النخيل وغيرها مما يستر الرض عن البصر إذ هو مأخوذ من ذلك ومنه: المجن ، لأنه يستر المستجن به قال الشاعر في الجنة: وأنها البستان.
من النواضح تسقي جنة سحقا ......كأن عيني في غربي مقتله ...
Страница 166