Успех в истории праведного Иосифа
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
Жанры
8
ومن الجدير بالذكر أن أول مدرسة افتتحت في مصر للنصارى كانت للطائفة الأرمنية عام 1828، وهي مدرسة كالوسديان ببولاق، ثم توالى افتتاح المدارس بعد ذلك، ومنها مدرسة المرير كورد المجانية لجمعية ديفيل دي لاشارتيه الفرنسية سنة 1844 بالإسكندرية، ومدرسة دام ديبون باستير بشبرا عام 1846، التي أنشأتها جمعية بون باستير، ومدرسة سانت كاترين بالإسكندرية عام 1847، التي أسستها جمعية الفرير. وفي عام 1847 أيضا أسست الجالية اليونانية مدرسة توستسا بشارع جامع مسجد العطارين بالإسكندرية. وفي العام نفسه أنشأت جمعية الفرير مدرستين؛ الأولى: مدرسة سانت فام بشارع الرملي، والأخرى: مدرسة سان جوزيف بشارع الموسكي.
9
ومما سبق نلاحظ أنه لم يتم خلال حكم محمد علي باشا افتتاح أية مدرسة للأقباط في مصر، وأن جميع مدارس النصارى التي افتتحت كانت خاصة بالجاليات الأجنبية المقيمة في مصر، أو كانت تابعة لبعض الجمعيات الدينية الأوروبية. ولكن في عهد سعيد باشا تغير الحال، حيث ظهر أبو الإصلاح البطريرك كيرلس الرابع،
10
الذي أنشأ أول مدرسة للأقباط في مصر، وهي مدرسة الأقباط الكبرى بالأزبكية بجوار البطرخانة عام 1855، وكان يقبل التلامذة فيها ويصرف لهم الكتب والأدوات المدرسية مجانا، وكان يباشر التعليم بنفسه، فلا يمر عليه يوم لا يتفقد فيه حالتها مرة أو غير مرة. ولزيادة الاعتناء بها اتخذ له محفلا فيها، فإذا أتى إليه زائر من الأجانب أو غيره من ذوي المعرفة باللغات والعلوم وطرق التعليم كلفه بزيارة المكاتب وفحص التلامذة وإبداء ملاحظته فيما يعود إلى تحسين حالتها وتسهيل طرق التعليم فيها.
11
وهذه المدرسة بدأت أول عهدها بمائة وخمسين تلميذا، ثم قام أبو الإصلاح بفتح أبوابها أمام كافة المصريين دون التفريق بين عقيدتهم أو مذهبهم أو دياناتهم. فنجد عدد التلاميذ في هذه المدرسة عام 1875، بلغ 379 منهم 302 من الأقباط و16 من المسلمين! ومن الواضح أن هذه المدرسة في عصر الخديوي إسماعيل لاقت كل تعضيد واهتمام، والدليل على ذلك مقالة كتبها القمص فيلوثاؤس رئيس مدارس الأقباط بمصر عام 1871 بعنوان «المآثر السنية في توطيد الدعايم التمدنية»، واصفا فيها الاحتفال بامتحان هذه المدرسة. ومما جاء فيها:
إنه من سجايا عظمة خديوينا الأكرم، ومكارم جلالة عزيزنا الأفخم، وجنوح جوانحه لنجاح العلوم، وانعطاف عواطفه لخير العموم، تعلقت إرادته السامية وتوجهت عنايته السنية الكافية بإرماق مدارسنا القبطية بلواحظ الامتنان، غامرا إياها بمناهل الجود والإحسان.
ومما أنعم - لدوام توطيدها وإصلاحها ونجاحها وتأييدها - امتحان تلامذتها امتحانا سنويا حافلا بأشرف رجال حكومته، مجللا بكواكب دولته. وعلى هذا الأثر انتظم عقد الامتحان العام بهذا العام في جيد الهناء والسرور والابتسام ... في المدرسة الكبرى بدار البطريركية بعد أن التأمت داخلها تلامذتها لاستقبال سعادة الذوات الكرام ... حضرة المولى الأستاذ شيخ الجامع الأزهر مفتي أفندي الديار المصرية، وحضرة العلامة مفتي مجلس الأحكام القطرية، وحضرات الذوات الكرام: سعادتلو شريف باشا ناظر الداخلية، وسعادتلو إسماعيل باشا صديق ناظر المالية، وسعادتلو عبد الله باشا رئيس مجلس شورى النواب، وسعادتلو حافظ باشا ناظر الدائرة السنية الرفيع الجناب، وسعادتلو بهجت باشا ناظر المدارس والأشغال الميرية، وسعادتلو أحمد باشا صادق محافظ مصر، وسعادتلو ثابت باشا وكيل الداخلية، وعزتلو محمد بك سيد أحمد ناظر قلم عربي الداخلية كاتب سر المجلس الخصوصي الأكرم، وعزتلو مصطفى بك وهبة كاتب سر مجلس شورى النواب الأفخم، وعزتلو إسماعيل بك الفلكي ناظر المهندسخانة والرصدخانة، وعزتلو السيد بك صالح مأمور إدارة المدارس الميرية المصانة، وعزتلو شافعي بك رئيس مدرسة الطب الشهير، وسيادة السيد المطران وكيل البطركخانة الكلي الاحترام.
Неизвестная страница