![image filename](./1171Shubrawi.CunwanBayan.pdf_page_142.png)
شعر:
إذا صحبت السملوة فالسيس
من التوقي أعز مليس
وادخسا اذا ما دخسلست أعمى
واخرج إذا ما خرجت أخرس ضرب مثل
حكي أن ثعليا كان يسمي ظالما، وكان له جخر يأوي إليه، وكان مسرورا به، ولا يبتغي عنه بدلا، فخرج منه يومأ يبتغي ما يأكل ، ثم رجع فوجد فيه حية، فانتظر خروجها فلم تخرج، وعلم أنها قد أوطنته، فعلم أنه لا سبيل إلى السكون معها، فذهب يبتغى لنفسه يخرا غيره، فانتهى به النظر إلى فيخر حسن الظاهر، حصين الموضع، في مكان خصب ذي أشجار ملتفة، وماء معين، فأعجبه، وسأل عنه فأخبر أنه لثعلب يسمى مفوضا، وأنه ورئه عن أبيه، فناداه ظالم، فخرج إليه ورحب به، وأدخله المجحر، وسأله عما قصده له، فقص عليه خبره، وشكا إليه ما ناله، فرق له مفؤض، ثم قال له : إن من الهمة أن لا تقصر عن مطالبة عدوك، وأن تستفرغ جهدلة في ابتغاء دفعه، غرب حيلة أنفعم من قبيلة، والرأي عندي أن تنطلق معي إلى مأواك الذي انمزع منك غصبا حتى أطلع عليه، فلعلي أهتدي إلى وجه الحيلة إليه، وإلى تمكينك(2) منه، فإن صواب الرأي ما أسس على الرؤية.
فانآطلقا معا إلى ذلك الجحر، فتأمله مفؤض وأدرك غرضه منه، ثم أقيل على ظالم فقال له : قد شاهدث من مسكنك ما فتح لي باب الحيلة في خلاصه.
~~فقال له ظالم : أطلعنى على ما ظهر لك، فقال مفوض : إن أضعف الرأي ما سنح في البديهة، ولكن انطلق معي لتبيت عندي ليلتي هذه لأنظر رأيي فيما ظهر لي .
Страница 140