Опора искателя в родословных деревьях семьи Абу Талиба
عمدة الطالب- ابن عنبة
Жанры
يستغني الرجل عن عشيرته وإن كان ذا مال، فانه يحتاج الى دفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم، وهي أعظم الناس حيطة من ورائه وألمهم لشعثه، وأعظمهم عليه إن نزلت به نازلة أو حلت به مصيبة، ومن يقبض يده عن عشيرته فانما يقبض عنهم يدا واحدة وتقبض عنه أيد كثيرة».
وفي مشتبك الأنساب سر من أسرار التكوين نوه به القرآن الكريم بقوله عز من قائل:
«وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» ، فما هذا التعارف؟ فهل يريد أنهم يتعارفون فيما بينهم فيعرف كل فرد أنه تجمعه وأفراد القبيلة واشجة نسب فيوجب كل على نفسه النهوض بما عليه من رعاية حقوق العشيرة من التعاضد والمناصرة؟ أو أنه يعرف كل من القبائل القبيلة الأخرى فيرعى النواميس الثابتة بين العشائر، ويتحامى عن الجور على أي من أفرادها والبخس لحقه بما هما من جزئيات هاتيك النواميس، او حذار بادرة القبيلة المضامة او المضام فرد منها وفي كل من الوجهين قوام العظمة؛ واستقرار الأبهة؛ وجمام النفوس؛ ولا بأس بأن يراد كل منهما فتكون الآية من جوامع الكلم والقرآن كله جوامع الكلم.
إن في معرفة النسب مندفعا الى مكارم الأخلاق كما أن فيها مزدجرا عن الملكات الرذيلة فمتى عرف الإنسان في أصله شرفا، وفي عوده صلابة؛ وفي منبته طيبا- ولا أقل من أن يحسب هو في نفسه خطرا باتصال نسبه الى أصل معلوم- فانه يأنف عن تعاطي دنايا الامور وارتكاب الرذائل حيطة على سمعته من التشويه وحذرا على ذكره من شية العار، وتنزيلها لسلفه من سوء الاحدوثة وربما حاذر لائمة الغير له بعدم ملائمة ما يقترفه شرف الاصل ومنعة النسب او تنديد حامته له بألصاقه النقص والعيب بهم باجتراحه السيئات وربما كاشفوه على منعه عن المخازي. وهذا الإمام السبط الحسين (عليه السلام) يوبخ زبانية الالحاد بقوله: «يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا الى أحسابكم إن كنتم أعرابا» فقد أنكر الامام (عليه السلام) عليهم أن يكون ما ارتكبوه من خطتهم الخشناء وركبوه من الطريق الوعر وأبدوه من النفسيات القاسية من شناشن ذوي الأحساب، أو مشابها لما يؤثر من صفات العرب من النخوة والشهامة وحماية الجار والدفاع عن النزيل والاحتفاء بالشرفاء والاحتفال بأمرهم ورعاية
Страница 8