١١٦- قال أبو جعفر: أما ما مر في الحديث من قولك: «باسمك اللهم» فقول سيبويه والخليل فيه أن الأصل، ياالله، فضمه الهاء هي ضمة الاسم المفرد المنادى، والميم المشددة حرفان عوضٌ من حرفين، وهما: يا؛ وقول الفراء أن الأصل: الله أمنا بخيرٍ، فتركت الهمزة لكثرة الاستعمال، ووصلت الميمم بالهاء؛ وهذا القول عند البصريين عظيمٌ، ولو كان كما قال لجاز: أو مم، وجاز كسر الميم وضمها، وهذا ما لا يقال، وأشد من هذا أن التقدير الذي قدره لا يصح في المعنى؛ ولا يريده من قال: اللهم. ورد الكسائي والفراء على الخليل لأنهما حكيا عن العرب: يا اللهم! قالا: فلا يجمع بين الشيء وعوضه؛ وهذا الذي حكياه لا يصح ولا يعرف عن فصيحٍ.
١١٧- والباء في بسم الله الرحمن الرحيم متعلقةٌ بشيء محذوفٍ عند جميع النحويين، والتقدير عند البصريين: أول ما أفتتح به أو أول كلامي بسم الله الرحمن الرحيم، فالموضع موضع رفعٍ عندهم؛ وقال الفراء: موضع الباء نصبٌ، والمعنى بدأت بسم الله الرحمن الرحيم، أو أبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، فحذف الفعل لأن المعنى يدل عليه.
١١٨- قال أبو جعفر: اسمٌ مشتقٌ من السمو، أي: العلو، وقيل: من السمة لأن صاحبه يعرف به. وسمعت محمد بن الوليد يقول: هذا القول خطأٌ، لأن الساقط منه لامه، ولو كان من السمة لكان الساقط منه فاؤه، وقد قيل: هذا جائزٌ، ويكون من المقلوب.
1 / 65