329

Основа книги

عمدة الكتاب

Редактор

بسام عبد الوهاب الجابي

Издатель

دار ابن حزم

Номер издания

الأولى ١٤٢٥ هـ

Год публикации

٢٠٠٤ م

Место издания

الجفان والجابي للطباعة والنشر

ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾ .
باب ما يروى عن الصحابة ﵃ من الخطب
١١٦٤- من ذلك خطبةٌ لأبي بكرٍ الصديق ﵁، قال فيها: ألا إن أشقى الناس في الدنيا والآخرة الملوك، الملك إذا ملك زهده الله ﷿ في ما عنده، ورغبه في ما في يدي غيره، وانتقصه شطر أجله، وأشرب قلبه الإشفاق، فإذا وجب ونضب عمره، وضحا ظله، حاسبه الله، فأشد حسابه، وأقل عفوه، وسترون بعدي ملكًا غصوبًا، وأمةً شعاعًا، ودمًا مفاحًا، وإن كانت لأهل الباطل نزوةٌ، ولأهل الحق جولةٌ، يعفو لها الأثر، وتموت السنن، فالزموا المساجد واستشيروا القرآن، وليكن الإبرام بعد التشاور والصفقة بعد التناظر.
قال أبو جعفرٍ: وجب، أي: مات، وأصل الوجوب: السقوط، ومنه قوله: ﴿فإذا وجبت جنوبها﴾، وقوله: نضب عمره، أي: نفد، وقوله: ضحا ظله، أي: صار شمسًا، أي: ذهب، ومعناه: مات؛ وقوله: وأمةً شعاعًا، أي: متفرقين مختلفين؛ وقوله: دمًا مفاحًا أي: مسالًا، وفاح الدم، أي: سال، يريد يقتلون قتلًا ذريعًا فاشيًا بكل مكانٍ؛ وقوله: ولأهل الحق جولةٌ،

1 / 355