٧٤- فممن امتنع من النحويين من ملازمة السلاطين إجلالًا للعلم وغنى نفسٍ: الخليل بن أحمد وبكر بن محمدٍ المازني.
ونملي خبر الخليل عن علي بن سليمان ومحمد بن الحسين بن الحسن، عن عبد الله بن عبد العزيز، وفي رواية علي بن سليمان زيادة بيتين في آخر الأبيات، والخبر أن سليمان بن حبيبٍ المهلبي وجه إلى الخليل، فامتنع، وكتب إليه.
أبلغ سليمان أني عنه في سعةٍ ... وفي غنىً غير أني لست ذا مال
سخى بنفسي أني لا أرى أحدًا ... يموت هزلًا ولا يبقى على حال
والرزق عن قدرٍ لا الضعف ينقصه ... ولا يزيدك فيه حول محتال
والرزق يغشى أناسًا لا خلاق لهم ... كالسيل يغشى أصول الدندن البالي
كل امرئٍ بسبيل الموت مرتهنٌ ... فاعمل لبالك إني شاغلٌ بالي
والفقر في النفس لا في المال نعرفه ... ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال
٧٥- وكان خبر المازني قريبًا من هذا لما عرض عليه الواثق المقام. وقد أمليت خبره عن علي بن محمدٍ المعروف بابن الخردلي، عن أحمد بن يحيى، أن المازني أشخصه الواثق إلى سر من رأى لأن جاريةً غنت وراء ستارةٍ:
1 / 51