كانت أو كثيرةً، لذلك أَبهمها اللهُ تعالى، وما أوقعَ هذا في نفسِ مَن له أدنى ذوقٍ حتى لو صرَّح بجميعِ أنواعِ الصدقةِ على اختلافها لم يقعْ موقعَ هذا الإِبهام.
فصل الألف والثاء
أث ث:
قال تعالى: ﴿أحسنُ أثاثًا﴾ [مريم: ٧٤]. الأثاثُ: الكثيرُ من متاعِ الدنيا، كذا أطلَقه الراغبُ. وقالَ غيرهُ: هو ما جدَّ من فُرشِ البيتِ. والخرِّيتُ ما قدُم منها وأنشدَ: [من البسيط]
٢١ - تقادَمَ العهدُ من أمِّ الوليدِ لنا ... دهرًا، وصارَ أثاثُ البيتِ خِرِّيتا
وقد نقل الهرويُّ القَولينِ، فقالَ: قال الأزهريُّ: هو متاعُ البيتِ. وقال غيرُه: ما يُلبسُ منها. وقيلَ: هو المالُ مطلقًا. وعن ابنِ عباسٍ في قَولِه تعالى: ﴿أَثاثًا ومتاعًا إِلى حينٍ﴾ [النحل: ٨٠] أي مالًا. قال الراغبُ: وقيلَ للمال كلِّه إذا كثُرَ: أثاثٌ ولا واحدَ له من لفظهِ، وفيه نظرٌ؛ إذ واحدُهُ أثاثةٌ كتمرٍ وتمرةٍ. وجمعُ الأثاثِ آثَّةٌ وأُثُثٌ. والأولُ هوَ القياسُ، لأنه مضاعَفٌ. واُثثٌ شاذٌ كبُيُنٍ وحُجُجٍ. قال الراغبُ: وجمعُه إِثاثٌ، وفيه نظرٌ.
ونساءٌ أثائِثُ: كثيراتُ اللحم، كأنَّ عليهنَّ أثاثًا. وتأثَّثَ فلانٌ: أصابَ أثاثًا. وتأثَّيتُ: اتَّخذتُ أثاثًا. واشتقاُ هذا مِن: أثَّ الشَّعرُ والنَّباتُ أي كثُر وتكاثَفَ. ومنه قولُ
1 / 57