أب ي:
قال تعالى: ﴿إِلا إِبليسَ أبَى﴾ [البقرة: ٣٤] و﴿وتابَى قلوبُهم﴾ [التوبة: ٨].
والإِباءُ: شدةُ الامتناع، فهو أخصُّ من مُطلقِ الإِباء؛ إِذ كلُّ إِباءٍ امتناعٌ من غيرِ عكسٍ.
وبعضُهم يقولُ: الامتناعُ، ومرادُه ذلك لكونهِ في قوةِ النفيِ ساغَ وقوعُ الاستثناءِ، المفرَّغ بعدَه. قال تعالى: ﴿ويأبى اللهُ إِلا أن يُتمَّ نورَهُ﴾ [التوبة: ٣٢]، لأنه في قوةِ تمنُّعٍ. وشذَّ مجيءُ مضارعِه على يأبَى بالفتح؛ إِذ قياسُه يأبي بالكسر، كأتَى يأتي، ورمَى يرمي.
والذي حسَّن ذلك كونُ الألفِ حرفَ حلقٍ. ومثلُه قَلى يَقلَى، على لُغيَّةٍ. والأفصحُ يقلي بالكسر. . قال: [من الطويل]
١٧ - وتَرمينَني بالطَّرفِ أيْ أنتَ مذنبٌ ... وتَقلينَني، لكنَّ إِياكِ لا أَقلي
ورجلٌ أبيٌّ، من ذلك فعيلٌ من أَبَى يأبَى، أي ممتنعٌ من تحمُّل الضَّيم. قال: [من الطويل]
١٨ - ولسنا إِذا تأبون سِلمًا بمُذْعِني ... لكم، غيرَ أنّا إِنْ نُسالمْ نَسلمِ
أي ممتنعون.
وفي الحديث: «كلُّكم يدخلُ الجنةَ إلا من أبَى بعيرُه»، أي امتنعَ من تَعاطي أسباب الدخولِ. قال الراغبُ: أبتِ العنزُ تأبى إِباءً، وتيسٌ آبى. وعنزٌ أبواءٌ إِذا أخذَه داءٌ من شربِ ماءٍ فيه بَولُ الأَرْوَى، فيمنعُه من شربِ الماءِ، ويَنبغي أن تكونَ الواوُ في «أبو» بدلًا من الياء، لأنَّ المادةَ في ذواتِ الواوِ لا الياءِ.
1 / 53