عليه وسلم أوعدك لما بلغه عنك، وقد كان أوعد رجالًا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه فقتلهم يعني ابن خطل وابن حبابة وإن من بقيء من شعراء قريش كابن الزبعري وهبيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه، فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله ﷺ؛ فإنه لا يقتل من جاء تائبًا، وإلا فانج إلى نجائك، فإنه والله قاتلك، فضاقت به الأرض، فأتى إلى رسول الله ﷺ متنكرًا، فلما صلى النبي ﷺ صلاة الفجر وضع كعب يده في يد رسول الله ﷺ ثم قال: يا رسول الله، إن كعب بن زهير قد أتى مستأمنًا تائبًا، أفتؤمنه فآتيك به؟ قال: هو آمن، فحسر كعب عن وجهه وقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله هذا مكان العائذ بك، أنا كعب بن زهير، فأمنه رسول الله رسول الله ﷺ، وأنشد كعب قصيدته التي أولها:
1 / 23