============================================================
عفا الله عنه بمنه وكرمه - بتحقيق شرحها المسمى ب المنح المكية في شرح الهمزية* في ثلاثة مجلدات طبع المجمع الثقافي في أبوظبي.
فائدة وتتبيه في إحياء الله تعالى أبوي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: روى الطبراني يسنده عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل بالحجون كثيبا حزينا، فأقام به ما شاء الله، ثم رجع مسرورا، قال: سألت ربي عز وجل فأحيالي أمي، فأمنت بي، ثم ردها.
وكذا روي من حديث عائشة أيضا إحياء أبويه صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به . أورده السهيلي والخطيب.
وقال القرطبي في التذكرة* : إن فضائله صلى الله عليه وسلم وخصائصه لم تزل تتوالى ال وتتابع الى حين مماته، فيكون هذا مما فضله الله به وأكرمه . قال : وليس إحياؤهما وايمانهما متنعا عقلا ولا شرعا، فقد ورد في الكتاب العزيز إحياء قتيل بني إسرائيل، وأخبر بقاتله، وكان عيسى عليه السلام يحي الموتى باذن الله تعالى، وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم أحيا الله على يديه جماعة من الموتى، وإذا ثبت هذا فما يمتنع ايمانهما بعد إحيائهما، ويكون ذلك زيادة في كرامته وفضيلته صلى الله عليه وسلم: وقال الإمام فخر الدين الرازي : إن جميع أباء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانوا مسلمين. وممايدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "لم أزل أنقل من أصلاب حبا الله النبي مزيد فضل على فضل وكان به رؤوفا فاحيا أمه وكذا أباه لايمان به فضلا لطيفا فسلم فالقدير بذا قدير وان كان الحديث به ضعيفا 328
Страница 210