============================================================
وما شرف بالوجود والظهور أشرف مما شرف بالانتقال.
الثامن: إن ليلة القدر فضلت باعتبار عمل العامل فيها فإذا قدرت أهل الأرض كلهم عاملين فيها فلا يلحقون قدر من شرفت به ليلة المولد، ولا يلحقون عمله في لحظة وإن كان في غيرها، فثبت أفضلية المولد بهذا الاعتبار: التاسع: شرفت ليلة القدر لكونها موهوبة لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم عناية، وشرفت ليلة المولد بوجود من وهبت ليلة القدر لأمته صلى الله عليه وسلم اعتناء به، فكانت أفضل.
العاشر: ليلة القدر وقع التفضيل فيها على آمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وليلة المولد وقع التفضيل فيها على سائر الموجودات، فهو الذي بعثه الله رحمة للعالمين، فقال سبحانه وتعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فععت به النعمة على جميع الخلاثق، فكانت ليلة المولد أعم نفعا بهذا الاعتبار، فكانت الشرف، وهو المطلوب .
الحادي عشر: إن ليلة المولد فضلت على غيرها من ليالي السنة بولادته صلى الله عليه وسلم، فإنك تقول فيها: ليلة مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وتقول في ليلة القدر: ليلة القدر، وهو الشرف، وأما التقدير والاضافة إلى ليلة المولد إضافة اختصاص، ال وهي أفضل وأبلغ من الإضافة إلى مطلق الشرف، أو ليلة التقدير، فهي وإن كان التقدير فيها من لوازم شرفها فاعتباره في ليلة المولد ليلة الشرف العام بلا امتراء، فثبت فضل ليلة المولد، وهو المطلوب.
الثانى عشر: ان ليلة القدر إنما يحظى العامل فيها، فمنفعتها قاصرة، وليلة المولد متعدية منفعتها، وماكانت منفعتها متعدية أفضل من غيرما، وهو المدعى.
الثالث عشر: إن ليلة القدر ثبت في فضلها ما ثبت مما قدمناه إلا آنه عرض فيها ما عرض من الخلاف في البقاء والرفع، وإن ضعف، وليلة مولده صلى الله عليه وآله وسلم شرفها) 331
Страница 206