"كأن النور يخرج من وجهه، ضعف بصره من كثرة الكتابة والبكاء".
وقال الزمخشري واصفا تلذذ العلماء بإيقاظ ليلهم، وطول سهرهم:
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي ... من وصل غانية وطيب عناق
وتمايلي طربا لحل عويصة ... أشهى وأحلى من مدامة ساقي
وصرير أقلامي على أوراقها ... أحلى من الدوكاه (¬1) والعشاق
وألذ من نقر الفتاة لدفها ... نقري لألقي الرمل عن أوراقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته ... نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي؟!
وقال النووي -رحمه الله- حاكيا عن أوائل طلبه للعلم: "وبقيت سنتين لم أضع جنبي إلى الأرض"، وحكى البدر بن جماعة أنه سأله -رحمه الله- عن نومه؛ فقال: "إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظة وأنتبه" وقال البدر: "وكنت إذا أتيته أزوره يضع بعض الكتب على بعض ليوسع لي مكانا أجلس فيه".
Страница 168