بسم الله الرحمن الرحيم (1) الحمد لله كما هو أهله، وصلواته على محمد وآله أجمعين.
[مقدمة]:
اعلم أن العبد إذا نشأ بإنشاء الله إياه، لا يخلو: إما أن ينشأ وحده، أو مع غيره:
ووحده لا يخلو: إما أن يكون مستقلا بنفسه، أو لا يكون.
ومعلوم أن أكثر الناس - بل كلهم - يعلمون من أنفسهم احتياجهم إلى غيرهم، وذلك أول مراتب الاحتياج.
وإذا كان وحده محتاجا، يعلم أن المحتاج إليه ممن تنتهي إليه الحاجة، وهو لا يحتاج إلى غيره:
إذ لو احتاج إلى غيره لانتهى إلى غير نهاية: وهو محال.
والذي ينشأ مع غيره يعلم أن غيره - في حقيقة الحاجة - مشاركه فيعلم أن حال غيره كحاله في الحاجة.
فيضطر: أن المحتاج لا بد [له] من محتاج إليه.
Страница 29