Утрата терпеливых и сокровище благодарных

Ибн Каййим аль-Джаузийя d. 751 AH
86

Утрата терпеливых и сокровище благодарных

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

Исследователь

إسماعيل بن غازي مرحبا

Издатель

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Номер издания

الرابعة

Год публикации

1440 AH

Место издания

الرياض وبيروت

Жанры

Суфизм
الباب السادس في بيان أقسامه بحسب اختلافِ قُوّتِه وضعفه ومقاومته لجيش الهوى وعجزه عنه باعث الدين بالإضافة إلى باعث الهوى له ثلاثة أحوال (^١): أحدها: أن يكون القهر والغلبة لداعي الدين فيُردّ جيشُ الهوى مفلولًا، وهذا إنما يصل إليه بدوام الصبر، والواصلون إلى هذه الرُّتبة هم المنصورون في الدنيا والآخرة، وهم الذين قالوا: ﴿رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت: ٣٠]، وهم الذين يقول لهم الملائكةُ عند الموت: ﴿أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [فصلت: ٣٠، ٣١]، وهم الذين نالوا معية اللَّه مع الصابرين، وهم الذين جاهدوا في اللَّه حق جهاده، فخصهم بهدايته دون من عداهم. الحالة الثانية: أن يكون القَهْرُ (^٢) والغلبةُ لداعي الهوى فتَسْقُطُ منازعةُ باعث (^٣) الدين بالكلية، فيستسلم البائس للشيطان وجندِه فيقودونه حيث شاءوا، وله معهم حالتان: إحداهما: أن يكون من جندهم وأتباعهم، وهذه حال الفاجر (^٤) الضعيف.

(^١) انظر هذه الأحوال في "إحياء علوم الدين" (٤/ ٥٨ - ٥٩). (^٢) في (ب): القوة. (^٣) ساقطة من الأصل، واستدركتها من النسخ الأخرى، ومن إحياء علوم الدين. (^٤) في النسخ الأخرى: العاجز.

1 / 39