Критика основ рационалистов
نقض أصول العقلانيين
Издатель
دار علوم السنة
Жанры
والعقل الثاني يلزم عنه ثلاثة أشياء: العقل الثالث، وفلك الكواكب الثابتة وصورته التي هي النفس وهكذا إلى أن ينتهي الفيض إلى فلك القمر وكرة الهواء المحيطة بالأرض (١) .
فابن سينا كغيره من الفلاسفة يرى أن الموجودات صدرت عن الله لا على سبيل القصد والاختيار بل ضرورة.
ولا شك أن كل عاقل يدرك بطلان تلك النظرية وفسادها ومنافاتها للفطرة السليمة التي لم تتلوث بالآراء الفلسفية، وقد قوبلت تلك النظرية وغيرها بالاستخفاف والاستهزاء من جانب العلماء فنجد مثلًا ابن خلدون يقول (٢): (إن هذا الذي ذهبوا إليه باطل بجميع وجوهه، فأما إسنادهم الموجودات كلها إلى العقل الأول، واكتفاؤهم به في الترقي إلى الواجب، فهو قصور عما وراء ذلك من رتب خلق الله، فالوجود أوسع نطاقًا من ذلك، ويخلق ما لا تعلمون) .
_________
(١) انظر النجاة لابن سينا ٤٥٤؛ وانظر أيضًا من أفلاطون إلى ابن سينا مجموعة محاضرات للدكتور جميل صليبا ص٨٨-٨٩.
(٢) مقدمة ابن خلدون ص ٥١٦.
1 / 24