Коперник, Дарвин, Фрейд: революции в истории и философии науки
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
Жанры
تمهيد
هذا الكتاب وليد ندوات ألقاها المؤلف لأول مرة في جامعة فيكتوريا في ويلينجتون (نيوزيلندا) وبعد ذلك في جامعة برادفورد (المملكة المتحدة). تعود فكرة هذه الندوات والكتاب إلى زعم فرويد أنه أتم الثورة التي أحدثها كوبرنيكوس، وقد صيغت الندوات والكتاب في ضوء اقتناع المؤلف بوجود رابط متين بين الأفكار العلمية والفلسفية.
تيسر الانتهاء من المسودة النهائية للكتاب بالحصول على منحة زمالة زائر في قسم الفلسفة والمنطق والمنهج العلمي في كلية لندن للاقتصاد (من يونيو إلى ديسمبر 2006). وأود أن أشكر أعضاء هذا القسم على حسن الضيافة، كما أدين بشكر خاص إلى ستيفان هارتمان لتشجيعه لي على تقديم طلبات المنح البحثية ومشاركته في تقييمها. وأقدم امتناني للمساعدة المالية التي تلقيتها من كلية الدراسات الدولية والاجتماعية بجامعة برادفورد، كما أنني استفدت من المنحة البحثية الصغيرة التي تمنحها الأكاديمية البريطانية، التي جعلت زيارتي لكلية لندن للاقتصاد ممكنة من الناحية المالية. قرأ روبرت نولا من جامعة أوكلاند (نيوزيلندا) المسودة الأولى للكتاب، وقدم لي نصائح قيمة حول كيفية تحسينه. وأعبر هنا عن امتناني له لتشجيعه ولتقييمه طلبات المنح البحثية التي قدمتها، كما أنني ممتن لعدد من القراء المجهولين الذين قدموا تعليقات مفيدة حول الكتاب. وأخيرا، أدين بالشكر لنيك بيلوريني، منسق التحرير الأول في بلاكويل، على دعمه لهذا المشروع. وأود أيضا أن أشكر أنيت آبيل، محررة الكتاب، على القراءة المتأنية للمسودة النهائية والتحسينات الأسلوبية التي أضافتها.
آمل أن يستمتع القارئ بقراءة هذا الكتاب بقدر ما استمتعت بكتابته.
فريدل فاينرت
جامعة برادفورد
مقدمة
يتناول هذا الكتاب قضايا تقع في النطاق المشترك بين تاريخ وفلسفة العلوم، ويهدف إلى إظهار وجود رابط متين بين العلم والفلسفة باستخدام المدرسة الكوبرنيكية والداروينية والفرويدية كمدارس علمية. ثمة روابط عديدة تجمع بين كوبرنيكوس وداروين وفرويد أكثر من مساهماتهم في استكمال الثورة التي أحدثها كوبرنيكوس. وتبين دراسة الكوبرنيكية والداروينية والفرويدية أن المناهج العلمية لدراسة العالم تؤدي على نحو طبيعي وحتمي إلى نتائج فلسفية.
رأى فرويد أن الأفكار العلمية تغير طريقة تفكيرنا بشأن العالم؛ فقد أزاح كوبرنيكوس - من خلال نظرية مركزية الشمس - البشر من المركز المادي للكون (1543). ووضع داروين - من خلال نظرية النشوء والارتقاء - البشر في وضعهم الطبيعي بين الكائنات (1859). ويرى فرويد أن كوبرنيكوس وداروين سددا ضربات قاسية للصورة التي يفخر بها البشر بوصفهم سادة الكون. ورأى فرويد أنه يكمل دائرة تصحيح هذه الصورة من خلال تدمير الاعتقاد بأن البشر «مسيطرون على أنفسهم» (1916).
غير أن تأثير الأفكار العلمية على الصور الذاتية للبشر ليس سوى جزء صغير من النتائج الفلسفية التي تؤدي إليها النظريات العلمية عادة. هذا الكتاب عبارة عن دراسة لثلاث ثورات في الفكر ونتائجها الفلسفية، وهو تطبيق لنهج متكامل لتاريخ وفلسفة العلوم. يتناول الفصل الأول الانتقال من مفهوم مركزية الأرض إلى مفهوم مركزية الشمس. ويركز الفصل الثاني على التغير الشديد الأهمية في وجهات النظر حول طبيعة الحياة العضوية، الذي سيرتبط إلى الأبد باسم تشارلز داروين. ويناقش الفصل الثالث انتقال فرويد من عقلانية التنوير إلى الدوافع اللاواعية كقوة دافعة للسلوك البشري. ومن شأن إلقاء نظرة واحدة فقط على جدول محتويات الكتاب أن يوضح للقارئ أن كل فصل يختار عددا من القضايا الفلسفية النابعة من دراسة تقاليد محددة في تاريخ الأفكار العلمية.
Неизвестная страница