Современные интеллектуальные тенденции - Университет Аль-Мадина
اتجاهات فكرية معاصرة - جامعة المدينة
Издатель
جامعة المدينة العالمية
Жанры
الدرس: ١ الماسونية
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الأول
(الماسونية)
تعريف الماسونية، وحقيقتها
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين؛
أما بعد:
تعريف الماسونية:
وهي جمعية سرية تحوي حشدًا من الناس ينتمون إلى مذاهب وديانات ونحل وجنسيات وأوطان مختلفة، تضم تحت لوائها القومي والرأسمالي والشيوعي والعربي وغير العربي، تجمعهم غاية واحدة، ولا يعلم حقيقة الماسونية إلا آحاد من هؤلاء، هذا تعريف الجمعية في هذا العصر.
أما عن اسمها فعهد التأسيس فهو "فريماسونري" ويتكون هذا الاسم حسب الوضع اللغوي من كلمات ثلاث؛ الكلمة الأولى وهي "فري" وتعني الحر أو المطلق الذي لا يضبطه قيد من القيوم، والكلمة الثانية "ماسون" وتعني الحرفة أي ة حرفة، وتعني أيضًا حرفة البناء، أما الكلمة الأخيرة وهي "ري" فهي تعني ياء النسبة، وعلى ذلك فإن الترجمة الحرفية للاسم هي جمعية البنائين الأحرار، أي الذين لا تربطهم رابطة أو تلزمهم نقابة، أما فيما بينهم فإن رابطة الأخوة هي التي تربطهم وتجمع بينهم.
وقد اختلف الباحثون في تفسير كلمة حر في هذا الاسم، وكان السائد في القرن السابع عشر في أوربا أن صاحب المهنة الحر هو الذي لا يتقيد بحرفة، فكل من النجار والحداد والبناء يُعد ويُسمى "ماسون" فإذا انتسب إلى نقابة أوإلى رابطة سُمي "فريماسون"، والمهنة تفارق الحرفة، وهناك فارق بينهما، فكل عمل مهنة، وأما الحرفة فهي الصناعة التي يتكسب منها صاحبها.
1 / 9
وذهب آخرون إلى أن الماسوني هو من استقل بحرفته رجاء كسب معاشه دون أن ينتسب إلى نقابة أو جمعية يتقيد بها في عمله مؤثرًا للحرية، واصفًا نفسه بأنه صاحب حرفة حر، فالكلمة على هذا المعنى هي نقيد كلمة "كوان"، وكوان هو العامل أو البناء المقيد بجهة ينتسب إليها، ينتسب إليها هو وأمثاله في تدبير العمل وترويج الصناعة، وقد جاء في معجم (أكسفورد الكبير) المطبوع سنة ١٨٩٧ تحت مادة "ماسون" أن مفهوم الكلمة السائد لدى اللغويين في العام ١٣٥٠ كان خاصًّا بأصحاب الحرف الذين لا تربطهم نقابة أو رابطة فهم أحرار، وعندما دعتهم الحاجة إلى حماية مصالحهم أنشئوا جمعية أطلق كل عضو فيها على العضو الآخر كلمة أخ، واستعملت في خطاب بعضهم بعضًا، وقامت بينهم الأخوة التي ربطت أصحاب الحرف برباطها الوثيق.
وقد وضع بعض العلماء تعريفًا للماسونية نذكره مع طوله؛ لأنه يجمع خلاصة التعريفات التي ذُكرت في معظم الكتب، يقول هذا الكاتب في تعريف الماسونية: "الماسونية جمعية سرية تحوي حشدًا من الناس ينتمون إلى مذاهب وديانات وجنسيات وأو ط ان مختلفة، تضم الملحد والمؤمن والشيوعي والديمقراطي والديكتاتوري والعلماني والقومي والوطني وتضم العرب وغير العرب، تضم المسلم واليهودي والنصراني، تضم العامل ورب العمل، تجمعهم غاية واحدة يعملون لها، ولا يعلم حقيقة هذه الغاية إلا آحاد، وسواد أعضا ئ ها جميعًا عمي القلوب يجهلون بها كل الجهل، ويوثقهم عهد يحفظ الأسرار.
فالماسونية على هذا حركة تنظيمية خفية قام بها على الأرجح حاخامات التلمود وخاصة في مراحل الضياع السياسي الذي تعرض له يهود العهد القديم، فأخذ الحاخامات على عاتقهم إقامة تنظيم يهودي يهدف إلى إقامة مملكة صهيون العالمية.
1 / 10
يقول الكاتب الهولندي " دوزي ": الماسونية جمهور عظيم من مذاهب مختلفة يعملون لغاية واحدة لا يعلمها إلا القليلون منهم، وهذه الغاية هي بناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى، قد تبعها آلاف من العميان من مختلف الديانات والنحل والجنسيات والأوطان.
حقيقة الماسونية:
الماسونية في حقيقتها هي مؤسسة يهودية بحتة في تاريخها، ودرجاتها، وتعاليمها، وكلمات السر فيها، وفي إيضاحاتها هي مؤسسة يهودية من البداية حتى النهاية، ولذلك ورد في دائرة المعارف الماسونية الصادرة سنة ١٩٠٦ من الميلاد أنه يجب أن يكون في كل محفل رمز من رموز الهيكل، هيكل اليهود، وهو بالفعل كذلك، نعم يوجد في كل محفل رمز من رموز اليهود، وأن يكون كل أستاذ على كرسيه ممثل ً الملك اليهود، وأن يكون كل ماسوني تجسيدًا للعامل اليهودي، ويؤكد ذلك أيضًا - يهودية الماسونية- أن اللغة الفنية والرموز والطقوس التي تمارسها الماسونية تتفق بالمثل والاصطلاحات اليهودية، فتجد مثل ً االتواريخ الموضوعة على المراسلات والوثائق الرسمية كلها بحسب العصر والأشهر اليهودية، وتُستعمل كذلك الأبجدية العبرية، وإن كانت المظاهر الخارجية للماسونية والشكليات تتغير بحسب الظروف في المجتمع الذي يعملون فيه، وتتلون حسب اللون الذي يعيشون فيه، وتكون شعاراتهم الظاهرية عادة هي الدعوة إلى الحرية، والدعوة إلى المساواة، والدعوة إلى الإخاء.
وجاء في كتبهم في كتاب (الرمزية) الصادر في سنة ١٩٢٨ من الميلاد: إن تمجيد العنصر اليهودي يجب أن يكون أهم واجبات الماسوني،
1 / 11
ذلك العنصر الذي حفظ على مر القرون والأجيال مستوى السنة الإلهية الذي لا يتغير.
وأيضًا نجد في دائرة المعارف اليهودية تحت مادة "ماسونية" ما يلي: لغة الماسونية الفنية وإشاراتها ورموزها وطقوسها كلها يهودية، وقد قال أحد كبار الماسون: إن الماسونية في أعماقها تكمن الفكرة الإسرائيلية، وإن تاريخها وتقاليدها ورموزها وأسرارها تظهر الأساطير اليهودية المقدسة، إنها يهودية ومن مصدر يهودي صرف.
فالماسونية إذًا تحمل الصبغة اليهودية في حركاتها وسكناتها وطابع النفسية اليهودية واضح فيها، فهي تهدف إلى تقديس ما ورد في التوراة وإعادة هيكل سليمان، وقد جاء في (دائرة المعارف الماسونية الأوربية) إن على الإنسان أن يتهود قبل أن يعتنق الماسونية، بل إنه في إحدى جلسات الدرجة الثالثة والثلاثين وهي إحدى درجات الماسونية العامة -كما سنرى بعد ذلك- نجد العضو الماسوني يتلو النص التالي فهو يقول: "سنعود إلى مهد سليمان بن داود ونبني الهيكل الأقدس ونقرأ فيه التلمود، وننفذ كل ما جاء في الوصايا والعهود وفي سبيل مجد إسرائيل نبذل كل مجهود"، هذا هو القسم الذي يتلوه العضو في درجته الثالثة والثلاثين، ولذلك نجد في القاهرة مثلًا أحد نوادي الماسونية الواقع في شارع طوسون، جميع أدوات هذا النادي تحمل النجمة الإسرائيلية، كما تحمل أعلامًا تمثل أسباط إسرائيل ال اثن ي عشر، وجميع ما بالدار من لوحات وأثاث ومطبوعات ومنشورات تتسم بالطابع البريطاني والإسرائيلي.
من جميع ما تقدم يتضح لنا حقيقة الماسونية التي خُدع بها كثير من الناس.
1 / 12
أصل الماسونية العام، ونشأتها، وأقدم كتبها (القوانين)
أصل الماسونية العام:
والباحث في الجذور العميقة للتنظيمات الماسونية يرى تناقض الباحثين حول أصل الماسونية؛ فبعض الكتاب يقسم تاريخ الماسونية العام إلى قسمين؛ قسم قديم وقسم حديث، أو ماسونية حقيقية وماسونية رمزية، ثم يقسم الماسونية الحقيقة إلى مرحلتين؛ المرحلة الأولى وهي مرحلة الماسونية العملية المحضة، وتمتد من سنة ٧١٥ قبل الميلاد إلى سنة ١٠٠٠ ميلادية، أما المرحلة الثانية من مراحل الماسونية العملية المحضة فيمتد من سنة ١٠٠٠ ميلادية حتى سنة ١٥١٧ للميلاد، وكذلك يقسم الماسونية الحديثة أو الرمزية إلى مرحلتين أيضًا المرحلة الأولى من هذه الماسونية الحديثة وتمتد من سنة ١٧١٧ حتى سنة ١٧٨٣ للميلاد، والمرحلة الثانية تمتد من سنة ١٧٨٣ حتى الآن.
نشأة الماسونية:
وهذا أيضًا قد اختلف العلماء في الحديث عنه، فقد اختلفوا في الحديث عن نشأتها وتاريخ ولادتها؛ فيرى البعض أنها وُلدت حين كان موسى ﵇ مع قومه
1 / 13
في التيه، ونجد في أوراق المحفل الأكبر الوطني المصري للبنائين الأحرار القدماء المقبولين لمصر والأقطار العربية؛ نجد النشرة الماسونية رقم واحد تحمل هذه السنة ٥٩٥٦ وهي سنة النور، وهي باصطلاحهم تقع قبل أربعين قرنًا من ميلاد المسيح ﵇، هذا هو الرأي الأول في نشأة الماسونية.
أما الرأي الثاني فيرى البعض أن المؤسس الأول للماسونية هو "هيرودوس الثاني" الذي كان واليًا على القدس لدولة الرومان، قد أسس في القدس بالاشتراك مع مستشاريه اليهودييْن "أحيرام أبيو، ومؤاب لافي"، جمعية سرية باسم القوة الخفية، وكان هدفها مقاومة دعوة المسيح ﵇؛ لأن المسيح ﵇ كان يبشر -كما يقولون- بزوال هيكل سليمان، حتى لا يبقى حجر يلامس حجر ًا آخر، وكان هدف هذه الجمعية أيضًا ملاحقة الفئة المؤمنة بالمسيح ﵇ وتشريدها، وكان لهذه الجمعية مجلس سري مؤلف من تسعة أعضاء، على رأسهم هؤلاء الثلاثة.
وقد عقد المجلس أول جلسة في يوم ١٠ شهر ثمانية سنة ٤٣ ميلادية في مكان سموه الهيكل، وتقاسموا بأغلظ الأيمان على أن يكون أمرهم سرًّا، وأن يتعاونوا فيما بينهم أشد التعاون، وأن ينفذ كل منهم ما يطلبه المجلس منه، ومن شذ عن ذلك فالموت جزا ؤ هـ ولا شفقة ولا رحمة ولا شفاعة.
وأطلقت هذه الجمعية على هيكلها اسم كوكب الشرق الأعظم، ومن هذا الهيكل انبثقت الهياكل في فلسطين وفي خارجها، حتى كان في فلسطين وحدها أربعون هيكلًا تضم رجال السلطة وأذنابها، وماسحي ثيابها من ضعاف النفوس، وكان هيكل روما في مركز الإمبراطورية من أشهر هياكل ذلك العصر؛ هذا هو الرأي الثاني في نشأة الماسونية.
1 / 14
أما الرأي الثالث فيرى أن نشأة الماسونية ترجع إلى العصور الحديثة وله على ذلك أدلة كثيرة منها مثلًا أنه لم يكن في بريطانيا في القرن الثاني عشر للميلاد أو حتى القرن الثاني عشر للميلاد أية جمعية تحمل هذا الاسم؛ اسم البنائين الأحرار، أو الإخوة الأحرار، ولذلك نجد أول محفل من محافل الماسونية -بناء على هذا الرأي- هو المحفل الماسوني الأعظم في بريطانيا، وهو أول محفل ماسوني علني، وقد أنشئ عام ١٧١٧ للميلاد، ولا يزال قائمًا حتى اليوم، ينشر فكره في مجلة دورية تصدر باستمرار.
والحق أن نشأة الماسونية تحتاج إلى مزيد من البحث والتنقيب، ولا سيما في هذا العصر الذي توفرت فيه المصادر عن الماسونية ولم تكن معروفة من قبل، ويرجع السبب في غموض البحث في هذه النقطة أن الباحثين حين يبحثون في زوايا التاريخ عن جمعية باسم الماسونية أو البنائين الأحرار متى ولدت في التاريخ ومتى ظهرت؟ يبحثون عن الاسم بينما المنطق العلمي يوجب علينا في مثل هذه الدراسات المتعلقة بالجمعيات السرية أن ندرس المبادئ لا أن نقف تحت ظلال الأسماء ننعم بالراحة، فالماسونية تظهر بأسماء مختلفة وتتلون بألوان كثيرة، فحين تنعم بالأمان في مجتمع من المجتمعات تعلن اسمها ومحفلها، أما إذا رأت خطرًا داهمًا أو شعرت بأن الناس بدء وا يحركون أصابع الشك والريبة حول سلوكها وأهدافها، سرعان ما تتغير معالم المحفل ليظهر من جديد اسمًا وشكلًا وأسلوبًا، والحقيقة هي الحقيقة والهدف هو الهدف.
وعلى سبيل المثال فقد أغلق " هتلر " جميع محافل الشرق الأكبر في ألمانيا، والسبب أنه لمس صلة هذه المحافل باليهود، ماذا فعلت الماسون؟ عادت الماسونية في ألمانيا تحت اسم جديد هو نادي الفرسان الألمان، وحين شعرت الماسونية بأن بعض
1 / 15
رجال الفكر في شتى بقاع العالم قاموا يحذرون أقوامهم من الخطر المحدق بهم من الماسونية؛ إذا بها تظهر بأسماء مستعارة كالروتاري والليونز وبناي برث وغيرها.
أقدم كتاب في الماسونية:
ويعد كتاب (القوانين) للدكتور " جيمس أندرسون " هو أقدم كتاب في الماسونية، وقد طُبع بلندن سنة ١٧٢٣ من الميلاد، وقد ادعى فيه الدكتور " جيمس أندرسون " قدم الماسونية، وأن الأستاذ الأكبر لها هو النبي موسى ﵇، وهو الذي أنشأ المحفل الماسوني، وكان القيم عليه بوصف كونه الأستاذ الماسوني الأكبر، وهو الذي نظم صفوف الإسرائيليين ووحدهم في محفل ماسوني منظم عندما كان بنو إسرائيل في التيه.
وهذا كله طبعًا بحسب زعم أندرسون، الذي أطال الحديث في هذا الأمر دون سند تاريخي، بل إن التاريخ الحق ينفي مزاعمه ويبطل أكاذيبه، فما كان سيدنا موسى وسيدنا سليمان ﵉ إلا رسولي خير ورحمة، ولكن طبيعة " أندرسون " اليهودية وكتاب أسفار اليهود بما فيها التوراة جردوا الرسل من جميع مزاياهم العظمى، ومن جميع صفاتهم المثلى وخلائقهم الفضلى، وهذا كلام غير مستغرب من اليهود، نعم ليس مستغربًا من "أندرسون" وغيره من اليهود تشويه سمعة الأنبياء، حتى أنبياء بنو إسرائيل وهم الذين وصفوا الله تعالى وحاشاه وتعالى عما يصفون، وصفوه بأبشع صفات الشياطين، حتى جعلوه كائنًا متوحشًا موصوفًا بالنقائص والعيوب.
وينتهي " أندرسون " في كتابه إلى تاريخ المحفل البريطاني الذي أقيم خلال سنة ١٧١٦ إلى ١٧١٧ دون أن يذكر أن جمعيات معدودات في القرن الثاني عشر كان يُطلق عليها اسم البنائين الأحرار أو الإخوة الأحرار.
1 / 16
وقد أعيد طبع كتاب " أندرسون " سنة ١٧٣٨ ميلادية، وأهداه إلى أمير ويلز ولي العهد البريطاني الموصوف بأنه كبير الماسونيين وقيم محفلهم، وزعم " أندرسون " أيضًا أن " شارل مارتن " الذي انتصر على المسلمين في وقعة بلاط الشهداء سنة ٧٣٢ كان القيم الأكبر على المحفل الفرنسي الماسوني الأكبر.
انتشار الماسونية وأهدافها القريبة والبعيدة، وشعاراتها ورموزها
انتشار الماسونية وأهدافها القريبة وأهدافها البعيدة:
ذلك أن الماسونية ظهرت بشكلها المعروف سنة ١٧١٧ في مدينة أيوكاسيا باسكتلندا، ولذلك يحتفلون بهذه الذكرى كل عام -يحتفل الماسونية بهذه الذكرى كل عام- ثم انتقلت الماسونية إلى فرنسا عام ١٧٣٢ وإلى أمريكا ١٧٣٣ وإلى روسيا ١٧٧١ وإلى مصر عام ١٨٠٢ مع حملة نابليون، ومن مصر انتقلت إلى البلاد العربية والإسلامية، أما في ألمانيا فقد تأسست الماسونية عام ١٧٧٦ ثم انتشرت في أقطار أوربا الشرقية والوسطى، وعرفت الماسونية الألمانية باسم الماسونية النورانية، والماسونية الإنجليزية باسم الماسونية الحرة، سرعان ما التقتا في مؤتمر سويسرا وفرنسا بعد أن هوجمت الماسونية النورانية في ألمانيا، ثم عقد اجتماع في براغ على قبر الحاخام بيشورن، ومما ورد في الخطاب الذي ألقوه على هذا القبر "لقد وكل أباؤنا للنخبة من قادة يهود أمر الاجتماع مرة على الأقل في كل قرن حول قبر حبرنا الأعظم".
أما الأهداف القريبة للماسونية فإن لها هدف أساسي وهو السيطرة على العالم كله، قد صرح الماسون بذلك في مواضع عدة، ففي الاحتفال الذي أقيم في ذكرى الثورة الفرنسية عام ١٧٧٩ ميلادية خطب " فرانكلين " في أحد المؤتمرات،
1 / 17
ومما قاله: "إن هدف الماسونية هو تكوين حكومة لا تعرف الله"، كما ورد في أحد تصريحاتهم "أن الماسونية هي سيدة الأحزاب لا خادمتها"، وورد أيضًا في البيان الماسوني ما يلي: "إن من أسرار اتحادنا هو تأسيس جمهورية ديمقراطية عالمية خفية ".
كما ورد في نشرة المشرق الأعظم الفرنسي ما يلي: "أنه بعد عشر سنوات سوف تجعل الماسونية سير الأمور حسب مشيئتها دون أن تلاقي في طريقها مقاومة من أحد".
فالماسونية تخطط لتجعل من قادة الشعوب ورؤسائها عملاء لها، يتبنون أهداف اليهود بطريق مباشر أو غير مباشر، يفجرون الثورات يحطمون الأخلاق والمقدسات ليقيموا على أنقاضها مملكة يهوذا تتحكم في العالم وتسيطر عليه.
أما الأهداف البعيدة للماسونية فهي تحطيم الأديان والقوميات والتقاليد والأخلاق والفضيلة، حتى لا تجد الماسونية مقاومة في طريق تحقيق أهدافها، وحتى تتمكن من توجيه عناصرها والمتجردين من هذه القيم في الطرق الملتوية، والأساليب الدنيئة التي تمكنهم من خدمة الماسونية اليهودية، سيرًا على مبدأ " ميكيافيللي ": "أن الغاية تبرر الوسيلة".
وقد ورد في مجلة "أكاسيا" الماسونية الإيطالية سنة ١٩٠٤ ما يلي: "إن الغاية من وجود الماسونية هي النضال ضد الجمعيات المستبدة المنتمية إلى الماضي، ولأجل هذه الغاية يقاتل الماسونيون في الصفوف الأولى؛ لأنها هي المنظمة الوحيدة التي تناهض الأديان والقوميات والتقاليد".
كما ورد عنهم أيضًا أن غاية الماسونية هي تأسيس جمهورية ديمقراطية عالمية، وهي بذلك تتخذ الوصولية والنفعية أساسًا للاتحاد الماسونية.
شعارات الماسونية ورموزها:
إ ن للماسونية شعارات براقة ومنها أنها تدعو إلى الحرية والإخاء والمساواة وهو شعارها الظاهري، ولها أهداف علنية تتناقض تمامًا مع أهدافها الحقيقية والسرية، ولها
1 / 18
رموز، وقد اتخذت الماسونية من مواد وأدوات بناء رموز لها، ومن ذلك رمز الزاوية والميزان والملعقة والفرجار والمنجل والمطرقة، وكذلك اتخذت بعض أعضاء جسم الإنسان كرموز منها العين والكف والصدر وغيرها.
وكذلك اتخذت بعض الأشكال الهندسية كالهرم والمثلث وغير ذلك، هذه الشعارات والرموز مدسوسة ومتغلغلة في كثير من دول العالم؛ ومنها على سبيل المثال الشعار الموجود على العملة الورقية الأمريكية من فئة الدولار الواحد، والتي تحمل شعار الماسونية متمثلًا في العين والهرم، بالإضافة إلى طلاسم بالعبرية على سفح الهرم من أعلاه إلى القاعدة، يُلاحظ بأن المنجل أو الشاقوف والسندان أو المطرقة هي أيضًا شعارات للشيوعية الحمراء وهي من الرموز المشتركة.
وكذلك للماسونية عهود يقسم بها العضو عند دخوله فيها، ويتعهد بعدم إفشاء أسرارها، وبها أيضًا بعض الطقوس المفزعة كعصب العينين واستخدام الجماجم البشرية للتخويف.
الماسونية والأديان
ونرى أن الماسونية لها شعارات معلنة لكنها في الحقيقة تخفي غير ما تبدي، فهي في شعاراتها المعلنة تدعي أنها تحترم الأديان، وتحترم أحكامها، مع أنها في الحقيقة تخفي في مبادئها عداءً سافرًا للدين، كل دين، ما عدا الدين اليهودي طبعًا.
سنبدأ بالحديث عن موقفها من الدين اليهودي ثم نتحدث عن موقفها من المسيحية وموقفها من الإسلام والأديان عمومًا.
أما موقفها من اليهودية: فكما سبق القول إن تاريخ الماسونية وطقوسها ورموزها كلها تدل على أنها بنت الفكر اليهودي وربيبته، والأدلة على ذلك كثيرة جدًّا منها مثلًا وجود هيكل سليمان في كل محافلهم، ووجود المذبح وهو يشبه المذبح
1 / 19
اليهودي؛ وغير ذلك من الدلائل الكثيرة، بل إن العضو الماسوني حين يصل إلى الدرجة الثالثة والثلاثين نجد هذا الحوار: "يُسأل على أي شيء أقسمت؟ فيجيب على التوراة، فيُسأل هل علمت بكتاب سواه؟ فيجيب نعم، هناك إنجيل وقرآن وهذان لشرذمة خارجة عن الإيمان والبشرية آمنت بالمسيح ومحمد العدوين اللدودين لعقيدتنا، فيُسأل هل تؤمن بهما؟ فيجيب كلا أؤمن بالتوراة فق ط الكتاب الصحيح الذي أنزل على موسى ... " إلى آخر هذه الأسئلة والأجوبة التي تجعل العضو الماسوني يتبرأ مما سوى العقيدة الماسونية.
أما موقف الماسونية من المسيحية فيتلخص في كلمة واحدة؛ وهي أن الماسونية ترى المسيح ﵇ نبي شرذمة خارج عن الإيمان، وأنه يستحق اللعن، وأن ما جاء به باطل وأضاليل، ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾ (الكهف: ٥).
أما موقفهم من الإسلام فهم يزعمون أن محمدًا - صلوات الله وسلامه عليه - نبي مزعوم وأنه لم يأتِ بجديد، وأن القرآن الكريم فرع من التوراة، وأن هذا النبي يتزعم شرذمة من أعداء الإيمان والبشرية.
يقول أحد رجالهم: إننا إذا سمحنا ليهودي أو مسلم أو كاثوليكي أو بروتستانتي بالدخول إلى أحد هياكل الماسونية؛ فإنما ذلك يتم بشرط أن الداخل يتجرد من أضاليله السابقة، ويجحد خرافاته، وتقول النشرة الماسونية الألمانية الصادرة في سنة ١٨٦٦: ليس فقط يجب على الفرماسون ألا يكترثوا للأديان المختلفة، ولكن يقتضي عليهم أيضًا أن يقيموا نفوسهم فوق كل اعتقاد بالإله أيًّا كان.
نخرج مما سبق بأن الماسونية لا تهتم بالأديان جملة، ولا تعيرها أدنى التفات، لكن يأتي هنا سؤال وهو كيف نوفق بين أقوالهم هذه وبين ما نجده في بعض نشراتهم التي يعلنوها للناس، من تكرار لفظ الإله وترديده في قسمهم؟
1 / 20
وللإجابة على هذا السؤال ننظر إلى نشراتهم السرية التي لا يطلع عليها إلا الخاصة منهم، منها مثلًا ما تقوله اللائحة النهائية للمجمع الرسمي للماسونية الهولندية، يقولون: ليست الماسونية سوى نكران جوهر الدين، وإن قال الماسون بوجود الإله فإنهم يريدون به الطبيعة وقواها المادية، أو جعل الإله والإنسان واحدًا، يقولون أيضًا: والإنسان من جنس الله، وروح الإنسان من روح الله، والروح غير منقسم، فنحن البشر نؤلف الكل الذي يقوم به الكائن الأعظم، وكل شيء يرجع إلى هذا الوحي، نحن الله، وتعالى الله عما يصفون.
إذًا فالماسونية تتفق في الإلحاد، بل إن هناك بعض المحافل تدين بالولاء للشيطان، وتتخذه إله ًا، فهذه إحدى جرائدهم تقول: "إبليس هو رئيسنا" هكذا بصراحة، بل يصرح أحد كهنتهم بأن الحقيقة الفلسفية الخالصة هي أن الله والشيطان متساويان، ولكن الله هو إله النور والخير، وهو الذي ما زال يكافح منذ الأزل ضد إله الظلام والشر.
أما عن موقف الماسونية من المرأة فنجد أن الماسونية تهتم بالمرأة وتعلي من قيمتها، لكن لا يغرنكم هذا الاهتمام؛ لأنه ليس اهتمامًا بالمرأة لأنها زوجة أو لأنها أم أو لأنها أخت أو لأنها شريكة، ولكن اهتمام بالمرأة؛ لأنها في نظرهم تحقق الكثير من أهداف الماسونية الهدامة، فالمرأة عند الماسونية سلاح قوي يقنع الرجال ويلوي أعناقهم ويلغي عقولهم.
ومن هنا كان اهتمام الماسونية بالمرأة أو بالجنس على وجه التحديد، فقد أقامت الماسونية معابد للجنس ومهدت لطالب الجنس، بل إن المتصفح لتوراة اليهود المحرفة يجد أن الجنس هو الطابع المسيطر عليها، وهو الذي يشغل الكثير من صفحاتها، ويعجب المرء من دعوتهم العريضة واتهامهم الأنبياء بجرائم، فعندهم مثلًا داود ﵇ يسطو على زوجة ابنه، وعندهم أن سليمان ﵇ يقتل قائده
1 / 21
ليظفر بزوجته الجميلة، وأن لوطًا ﵇ يضاجع ابنتيه ... إلى آخر هذه الأكاذيب والخرافات التي يعف اللسان عن ذكرها، والتي يتسامى عنها أنبياء الله - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
بل إننا نجد في هذا العصر الحديث أن الماسونية هم من أوائل من روج لأفكار الفساد، وهم أول من دعا إلى الإباحية، وهم أول من طالب بإشاعة الرجس والفاحشة، ومنهم على سبيل المثال أحد هؤلاء الماسون وهو اليهودي "ليون بلوم" الذي خطط مع مجموعة من الماسون للثورة الفرنسية، وعندما نجح مسعاه طالبوا بفصل الدين عن الدولة، وعملوا على نشر الإباحية في فرنسا، ودعوا إلى إخراج النساء من بيوتهن، بل وأخرجوهن فعلًا، وهذا الرجل له كتاب، هذا الرجل " ليون بلوم " له كتاب يُسمى "الزواج" يعد من أقذر كتب الجنس والدعوة إليه، وقد دعا " بلوم " في هذا الكتاب إلى:
أولًا: دعوة الشباب والفتيات إلى الرذيلة.
ثانيًا: مطالبة الشباب بتعجيل قضاء رغباتهم الجنسية بمجرد الإحساس.
ثالثًا: دعا إلى التهوين من الأخلاق والقيم والمثل، ودعا إلى السخرية من الأديان والرسل، كما دعا إلى تحطيم رباط الأسرة والزواج وتنفير النساء من الحمل والولادة إلى آخر هذه الشناعات والبشاعات في الحديث عن الجنس.
وهكذا نجد أن الماسونية حين تهتم بالمرأة لا تهتم بها إعلاءً لقيمتها، ولكنها تهتم بها؛ لأنها تعتبر أن المرأة هي من أعظم وسائل تحقيق أهداف الماسونية الهدامة، وتهتم بالمرأة وتهتم بالجنس وتدعو إلى إشاعة الفاحشة وإشاعة الحرية والاختلاط بين الجنسين، وهذا سنجده مفصلًا عند الحديث عن أثر هذه الأفكار الماسونية في بلاد الغرب، وعند الحديث عن أثر هذه الأفكار الماسونية في بلاد المسلمين من إشاعة للاختلاط وإشاعة للفاحشة وإشاعة للجنس ودعوة إليه.
وصلَّ اللهم على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 / 22
الدرس: ٢ الماسونية (٢)
1 / 23
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثاني
(الماسونية (٢»
مصادر الفكر الماسوني، وأهم محافله المعاصرة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين؛
أما بعد:
مصادر الفكر الماسوني:
وهذا العنصر يجيب على سؤال مهم وهو حين ننظر إلى أفكار الماسونية في الألوهية وفي الأديان وفي المرأة وفي غيرها من الأفكار؛ نسأل أنفسنا من أين استقى الماسون هذه الأفكار؟ فنجد أنهم يصرحون ويعلنون أن مصدرهم في هذه الأفكار هو التلمود، والتلمود هو الكتاب الذي يحتوي على التعاليم اليهودية، وكلمة "تلمود" مأخوذة من كلمة "لامود"، وهي تعني التعاليم، وهذا التلمود قسمان؛ قسم يُسمى "المشناه" وهو الأصل ويعني "المتن" باللغة العبرية، وقسم آجر يُسمى "الجومارا" وهو شرح للمشناه.
وتقرر دوائر المعارف أن "المشناه" هو أول لائحة قانونية وضعها اليهود لأنفسهم بعد التوراة، جمعها أحد حاخاماتهم ويسمى " يهوذا هاناس " فيما بين سنة ١٩٠ و٢٠٠ ميلادية، وينقسم "الجومارا" إلى قسمين؛ جومارا أورشليم وهو سجل للمناقشات التي أجارها حاخام فلسطين لشرح أصول المشناه، ويرجع تاريخ جمع الجومارا -جومارا أورشليم- إلى سنة ٤٠٠ ميلادية تقريبًا، وجومارا بابل وهو سجل مماثل للمناقشات حول تعاليم "المشناه" ويرجع تاريخ جمعه إلى سنة ٥٠٠ ميلادية تقريبًا.
فالمشناه هو شرح "الجومارا" كما قلنا، ومشناه أورشليم أو شرح جومارا أورشليم يُسمى تلمود أورشليم، ومشناه شرح جومارا بابل يسمى تلمود بابل، وكلاهما يُطبع على حد ة.
1 / 25
أما هذا التلمود فإن نصوصه حين نستعرضها نجد ونلمس مدى الزيف والتضليل الذي ينساق إليه هؤلاء الناس ويريدون للبشرية كلها أن تسقط فيه، فنجد هذا التلمود يقول عن إله اليهود: إنه يقسم النهار إلى اثنتي عشر ة ساعة، في الساعات الثلاث الأولى ي در س الله ويدرس الشريعة اليهودية، وفي الساعات الثلاث الثانية يدين الشعب، أي يحكم بين الشعب اليهودي، وفي الساعات الثلاث الثالثة يغذي العالم بأسره، أما في الساعات الثلاث الأخيرة فإن الله في زعمهم يلعب مع الحوت ملك الأسماك.
بل يقول التلمود: "إن الله لم ينقطع عن البكاء والنحيب لأنه ارتكب خطيئة ثقيلة"، بل إنه يقول: "إن الله يصرح ويقول الويل لي لأني تركت بيتي يُنهب، وتركت هيكلي يُحرق، وتركت أولادي يشتتون".
كذلك يتحدث التلمود عن غير اليهود بقوله: "إن اليهودية أحب إلى الله من الملائكة فالذي يصفح اليهودي كمن يصفع العناية الإلهية سواء بسواء ".
يقول التلمود: "إن الشعوب الأخرى -أي: غير اليهود- ليست سوى أنواع مختلفة من الحيوانات ".
هذه هي أفكارهم وهذه هي مصادرهم والله المستعان على ما يصفون.
أهم المحافل الماسونية المعاصرة:
إ ن للماسونية محافل كثيرة منتشرة في دول عديدة من دول العالم، منها -على سبيل المثال لا الحصر- محفل أبناء الهيكل، وقد أُسس هذا المحفل عام ١٨٣٤ في مدينة نيويورك بعد أن حصل اثنا عشر يهوديًّا هاجروا من ألمانيا على تصريح بالهجرة في عهد الرئيس " هنري " رئيس أمريكا، والمحفل الثاني هو محفل الاتحاد اليهودي العالمي، وقد أسس هذا المحفل سنة ١٨٦٠ ميلادية في فرنسا على يد أحد حاخامات اليهود واسمه " إسحاق كاليميتي " أحد رؤساء حكومة فرنسا في ذلك العهد،
1 / 26
وثالث ً امحفل لاينيز إنترناشيونال ومركزه في أمريكا ويديره " جاكوب جافيتس " عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، ثم محفل مدينة القدس قد تأسس عام ١٨٨٨ واللغة الرسمية التي يُتحدث بها في هذا المحفل هي العبرية، وهو تابع لمحفل أبناء العهد، وأعضا ؤ هـ من اليهود ومن غيرهم كشأن المحافل الأخرى، ومحفل نوتا وهو اسم لقرية يهودية بجوار القدس وهو تابع لمحفل أبناء العهد بأمريكا أيضًا، ثم "الروتاري " وقد أسس هذه المنظمة المحامي " بون هاريسون " في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٠٥ ميلادية، وسنتكلم عنها في أحد الدروس بشيء من التفصيل، ثم فرع المنظمة الروتارية بفلسطين، وقد تأسس عام ١٩٢٩ في قرية رامات غان؛ وغيرها من المحافل، وهذه فقط مجرد أمثلة.
درجات الماسونية ومراتبها
للماسونية مراتب ثلاث نجدها في محافلها، تقسم الماسونية أعضاءها إلى ثلاث طبقات، نستطيع أن نلخصها كالتالي:
المرتبة الأولى من مراتب الماسونية: هي الماسونية الرمزية العامة، وهذه الماسونية الرمزية منتشرة في كثير من بلاد العالم، يسمونها رمزية؛ لكثرة رموزها التي تتداول في شعائرها وطقوسها الوضعية، وفي هذه المرتبة الرمزية العامة يسير العضو تدريجيًّا ليتعرف على الأسس التي تقوم عليها المنظمة، وهذه المرتبة مفتوحة العضوية لجميع الناس وتُخصص هذه المرتبة لغير اليهود وتركز على الشعارات الظاهرة التي سبق أن تحدثنا عنها وهي الحرية والإخاء والمساواة.
1 / 27
وبهذه المرتبة ثلاث وثلاثين درجة، ويرتقي العضو بها حسب كفاءته لأعلى مراتبها يصل وزراء ورؤساء الدول وكبار الشخصيات، لكن فقط من الذين تستفيد المنظمة من صلاحي اتهم، وتستفيد من نفوذهم لتذليل الصعاب التي تواجهها.
وقد رتب الماسون الكبار رموز هذه المرحلة بحيث إ ن كل رمز يشير إلى حادثة أو واقعة مما دونته سجلات عقائد اليهودية الماسونية الصهيونية، كذلك وضعوا لها ما يشبه القانون الأساسي لهذه المرحلة الرمزية، وهو في حقيقة أمره لا يعدو أن يكون أكثر من عملية تمويه كبيرة من عمليات الماسونية العالمية، فمثل ً امن بين بنود القانون الأساسي لهذه المرحلة الرمزية الادعاء القائل عن الماسونية الرمزية بأنها جمعية خيرية إنسانية تقود على المحبة المتبادلة بين جميع أعضا ئ ها، وأن يقوم العضو بخدمة الجماعة وتقوم الجماعة من جانبها بخدمة العضو، كما تتضمن نصوص القانون المُدعى بأن المرحلة الرمزية تقوم على محبة الوطن والأوطان، وتقديس الوطنية، وأنها لا تدعو أحدًا إلى البغض أو الاعتداء على الغير.
أيضًا نرى لهذه الماسونية الرمزية شعارات خلابة براقة يقع فيها كثير من الناس ويغترون بها وبزخرفها؛ وهي النداء بالحرية والإخاء والمساواة، وهذه الشعارات لا تهدف منها الماسونية ظاهر دلالتها؛ وإنما لكي يُتاح لليهود وهم المرفوضون بمقتضى ما يمثلونه لكي يتاح لهم مساواتهم بغيرهم من مواطني المجتمعات التي يعيشون فيها، ولكي يُتاح لهم من خلال مساواتهم بغيرهم النفاذ إلى مقدرات المجتمع الذي يعيشون فيه ليمتصوا خيراته ويستنفذوا طاقاته.
ولهذه المرحلة الرمزية محافل في معظم مدن العالم، وكل محفل بحكم التبعية التنظيمية العالمية يتبع محفل ًا آخر أكبر منه، في المرحلة الرمزية يُسمى المحفل الذي
1 / 28
تتبعه عدة محافل المحفل الإقليمي، وبالتالي فإن المحافل الإقليمية بدورها تابعة لمحافل كبرى في العواصم العالمية ذات الأهمية الخاصة في أهداف الماسونية الأم، وعلى سبيل المثال فإنه في مصر كانت هناك عدة محافل كبرى تابعة للمحفل الوطني المصري، ولقد كان المحفل الوطني المصري تابعًا لمحفل من المحافل العظمى في بريطانيا، وهذا المحفل البريطاني تابعًا لمحفل آخر في فرنسا، وهذا المحفل الفرنسي الثالث تابعًا لمحفل من محافل تركيا العظمى ... وهكذا.
وللماسونية الرمزية درجات عدة:
أولها: درجة المبتدئ: ويُسمى العضو في هذه الدرجة بالأخ، والدرجة الثانية درجة الشغال ويُسمى صاحبها بالشغال، والدرجة الثالثة يُسمى صاحبها بالأستاذ، ثم يترقى صاحب الدرجة الأستاذ حتى يترقى لدرجة الاحترام فيعطى الدرجة الثامنة عشر وتسمى هذه الدرجة بالصليب الوردي، ولهذه الدرجة علامة توضع على الوشاح الذي يُلبس، وهذه العلامة هي علامة الصليب، وذلك إنما يفعلونه ذر ًّ اللرماد في عيون الأعضاء المسيحيين وخداعًا لهم، ويكون بذلك هذا العضو أهل ً الرياسة المحفل الرمزي، ثم يترقى هذا العضو إلى درجة الاحترام الأعظم ويسمى المحترم الأعظم، ويُعطى الدرجة الثالثة والثلاثين، وهذه الدرجة هي أرقى درجات الماسونية الرمزية العامة، ثم يقفز منها بأمر القطب الأعظم عندهم إلى درجة ممفيس وهي الدرجة التاسعة والتسعين.
ولكل من هذه الدرجات رموزها الخاصة فيُلقن أصحابها ما تشير إليه من المعاني الواردة في التوراة المحرفة، أي أنها تصور حادثة أو واقعة جاء ذكرها في التوراة
1 / 29