Осуждение жестокости сердца
ذم قسوة القلب
Исследователь
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
Издатель
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
Номер издания
الثانية
Год публикации
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
Жанры
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال الإمام العلامة الحافظ زين الدين ابن الشيخ أبو العباس أحمد بن رجب - فسح الله في مدته ونفع به:
الْحَمْدُ لِلَّهِ
رسالةٌ في ذمِّ قسوة القلب وذكر أسبابها وما تَئول به.
أمَّا ذمُّ القسوة، فَقَالَ تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ (١).
ثم بَيَّن وجه كونها أشدّ قسوة، بقوله: ﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ (١).
وقال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ (٢).
وقال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ (٣) فوصف أهل الكتاب بالقسوة، ونهانا عن التشبه بهم.
قال بعضُ السلف: لا يكون أشدّ قسوة من صاحب الكتاب إذا قسا.
وفي "الترمذي" (٤)، من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبَ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ عَنِ اللَّهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي» (٤).
_________
(١) البقرة: ٧٤.
(٢) الحديد: ١٦.
(٣) الزمر: ٢٢.
(٤) برقم (٢٤١١) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن حاطب عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر ... فذكره.=
1 / 259