160

Краткие комментарии к тексту Аль-Ақида ат-Тахавийя

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Издатель

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Жанры

ونقول: الله أعلم، فيما اشتبه علينا علمه: ــ القسم الثالث: من يجتمع فيه محبة وبغض، وهو المؤمن العاصي، يحب من وجه، ويبغض من وجه، تحبه لما فيه من الخير والطاعة، وتبغضه لما فيه من المعاصي والمخالفة، هكذا ينبغي على المسلم أن يميز. والمحبة بابها باب عظيم ينبغي التنبه له ومعرفته؛ لأن عليه مدارًا عظيمًا في العقيدة وأمور الدين، فالإنسان لا يمشي إمعة، لا يدري من يحب ومن يبغض، بل يجعل المحبة والبغضاء ميزانًا يفرق بين أولياء الله وأولياء الشيطان، ولا يجعله ميزانًا دنيويًا وهوى، فمن وافقه على دنياه وهواه وأعطاه شيئًا من الدنيا أحبه، ولو كان من أكفر الناس وأفسقهم، وإن لم يعطه شيئًا أبغضه، ولو كان من أصلح الصالحين، فهذا لا يجوز. هذه مسألة عظيمة، وهي مسألة العلم فالإنسان لا يقول ما لا يعلم، إن علم شيئًا قال به، وإن جهل شيئًا فلا يقول به، ولا يقول في أمور الدين والعبادات ولا يدخل فيها بغير علم، بل يتوقف، ويقول: الله أعلم. والإمام مالك إمام دار الهجرة، جاءه رجل فسأله عن أربعين مسألة، فأجاب عن أربع منها، وقال في الباقي: لا أدري، فقال الرجل: أنا جئتك من كذا وكذا على راحلتي وتقول: لا أدري؟ قال

1 / 182