Комментарий к хадису Гавриила о преподавании религии
شرح حديث جبريل في تعليم الدين
Издатель
مطبعة سفير،الرياض
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م
Место издания
المملكة العربية السعودية
Жанры
للجميع، قال رسول الله ﷺ: "والذي نفس محمد بيده لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمَّة: يهودي ولا نصراني، ثمَّ يموت ولم يُؤمن بالذي أُرسلتُ به، إلاَّ كان من أصحاب النار" رواه مسلم (٢٤٠) .
فاليهود والنصارى بعد بعثة نبيِّنا محمد ﷺ، لا ينفعُهم زعمُهم أنَّهم أتباعُ موسى وعيسى، بل يتعيَّنُ عليهم الإيمانُ بنبيِّنا محمد ﷺ، الذي نسخت شريعتُه الشرائعَ قبلها، وخُتم به النبيُّون، قال الله ﷿: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ .
ولأنَّ مَن كذَّب برسول واحد، فقد كذَّب بجميع الرسل، كما قال الله ﷿: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾، ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ﴾، ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ﴾، ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ﴾، ﴿كَذَّبَ أَصْحَابُ لأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ﴾، فقد كذَّب كلُّ أمة رسولَها، وأضاف إليها تكذيب المرسَلين؛ لأنَّ تكذيب واحد منهم تكذيب لجميعهم، ومَن آمن برسول وكذَّب بغيره فهو مكذِّبٌ لذلك الرسول الذي يزعم أنَّه آمن به.
وقد دعا النَّبيُّ ﷺ الجنَّ والإنسَ إلى الدِّين الحنيف والصراط المستقيم، قال الله ﷿: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾، وقال: ﴿وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾، وقال: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، فسبيلُ الهداية مقصورٌ على اتِّباع النَّبيِّ ﷺ، ولا يُعبد الله إلاَّ بما جاء به رسوله الكريم ﷺ، ولا طريق يوصل إلى الله إلاَّ باتِّباع ما جاء به ﷺ.
وحاجةُ المسلم إلى الهداية إلى الصراط المستقيم أعظمُ من حاجته إلى الطعام والشراب؛ لأنَّ الطعامَ والشرابَ زادُه في الحياة الدنيا، والصراطَ
1 / 38