شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها
شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها
Издатель
دار الأوزاعي
Номер издания
الأولى.
Место издания
بيروت
Жанры
لهذه المواطن يحاول إصلاحها وضبطها، وذلك على نحو ما نجد عند أبي هلال العسكري في "ضبط مواضع من الحماسة" وأبي محمد الأعرابي في كتابه" إصلاح ما غلط فيه أبو عبد الله النمري" وأبي نصر بن الدميك في كتابه" تتمة ما قصر فيه ابن جني في شرح أبيات الحماسة"، وهو أمر يمكن أن نلاحظ لمحات منه في شروح الشراح الآخرين الذين لم يسلكوا في التأليف هذه السبيل مثل تعرض أبي عبد الله النمري للقسام الديمرتي، والمرزوقي لأبي الفتح بن جني، والتبريزي للمرزوقي.
ونحن إذا أدركنا هذه الأمور ثم نظرنا في المناهج الثلاثة التي عرضها الدكتور العمري وصفات كل منهج منها وجدنا أن المنهج الالتزامي النقلي بصفاته تلك لم يتخذ سبيلًا للشرح من قبل شراح الحماسة الذين وصلت إلينا شروحهم، وهذا بطبيعة الحال يرجع إلى أن هذا المنهج كان أول المناهج التي التزمها العلماء في شرح الشعر الجاهلي، ثم توالت بعده مناهج أخرى متأثرة به ولكنها مختلفة عنه، واختلافها هذا كان بتأثير من التطور الذي طرأ على حركة شرح الشعر، وهذا ما أوضحه الدكتور العمري حين تكلم عن تغير موجهات الحياة العلمية والثقافية نتيجة لامتزاج الشعوب والثقافات وتنوع العلوم، والتأثر بالفلسفات والمعارف الوافدة على الفكر العربي الإسلامي. الأمر الذي أدي إلى خروج علماء الأجيال اللاحقة عن الخط التقليدي الذي تمسك به علماء الالتزام والنقل ثم قال" فكان أن انطلق العلماء بلا قيود ولا حدود، تفننوا وأبدعوا واجتهدوا وانتقلوا بحركة الشروح من مرحلة الإبداع والاجتهاد القائم على العقل والدراية".
وإذا كنا قد ذهبنا من قبل إلى أن شروح الحماسة قد بدأت تظهر في عقود النصف الثاني من القرن الثالث ولم يصل إلينا شيء منها سوى شروح من القرن الرابع وما تلاه من قرون فان من الطبيعي ألا نجد فيما وصل إلينا من الشروح شرحًا ذا منهج نقلى التزامي لأن مرحلة الالتزام بهذا المنهج كانت قد بدأت تتلاشي، ولم يبق منها
1 / 102