ما أظن أن يتجرَّأ عمر على قتل مؤمن"فأنزل الله: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ ١ الآية.
فهدر دم ذلك الرجل، وبريء عمر منه، فعلى هذا تكون الآية متعلقة بما قبلها، وهو أقرب للمقام من السبب الآتي ذكره، وبه قال مجاهد وعطاء والشعبي وغيرهم من علماء السلف.
وقيل: إن هذه الآية نزلت في أنصاري مجهول، وقيل: في حاطب بن أبي بلتعة الأنصاري البدري ٢ حين اختصم مع الزبير عند رسول الله في سقيا ماء، فحكم ﷺ للزبير فقال حاطب: ابن عمتك، فتلوَّن وجه النبي ﷺ فنزلت هذه الآية.
وعلى هذا تكون الآية مستأنفة حينئذ "الراج مسايل الماء" ٣ ﴿ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا﴾ ٤ قال مجاهد: شكا، وقال غيره: ضيقا ﴿مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ ٥ أي: انقادوا لأمرك.