Доводы христиан о пришествии Христа (мир Ему)
دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام
Издатель
مطابع جامعة أم القرى
Номер издания
*
Жанры
الميلادي الاضطهاد عنهم، ثم دخل في ديانتهم، وبدأوا هم يضطهدون الناس المخالفين لهم، كالاضطهاد الذي وقع على اليهود من النصارى، والذي وقع على الموحدين أتباع المسيح من النصارى أتباع بولس.
وفي هذه الأزمنة التي نحن فيها أصبحت القوة المادية بأيديهم، والكنيسة في غايةٍ من القوة والتمكن من ناحية عدد الأتباع وكثرة الأموال وكثرة المناصرين، فلا يوجد أي توافقٍ بين الصورة الواقعية لحال النصارى الآن وبين السمة الظاهرة لهم في "سفر دانيال" و"سفر الرؤيا"، وهي الاضطهاد والضعف وتسلط الأعداء عليهم.
ويزداد بطلان استدلال النصارى بهذين السفرين وضوحًا ويتأكد إذا علمنا أن كثيرًا من النصارى يرى أن مجيء المسيح قد أزف وقرب جدًا جدًا، ولم يبق على مجيئه في زعمهم إلا سنوات قلائل، فمن ذا الذى يستطيع من ناحية القوة المادية في هذا الزمان أن يقاتل النصارى الذين يزعمون أنهم أتباع المسيح والذين يعدون العدة لنصره واستقباله، مع ما يدعون من أن المسيح سينزل بقوات سماوية. لا شك أنه لا يوجد أي تجانس بين الصورتين والحالين: الماضية والحاضرة.
ولقد رأينا فيما سبق أن كثيرًا من رجال الكنيسة المتقدمين كانوا يرون أن مجيء المسيح قريبٌ جدًا من زمانهم، لأنهم يرون أن بمجيئه تنتهي متاعبهم ويتوقف اضطهادهم ويُكتب النصر لهم، إلا أن هذا اختلف لما تغيرت أحوال النصارى بدخول ولاة الرومان في ديانتهم، فصار غالب فِرَق النصارى الكبار يرون أن مجيء المسيح إنما هو للقيامة ومحاسبة الناس وينكرون الملك الأرضي
1 / 391