Ибн Таймия: возражения и критика

Абдулла бин Салех Аль-Госсн d. Unknown
60

Ибн Таймия: возражения и критика

دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية - عرض ونقد

Издатель

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٤ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

ساعة يتحدثان وكان من حديثهما: أن طلب الملك الناصر من ابن تيمية ﵀ أن يفتي في قتل بعض القضاة بسبب ما تكلموا فيه، وحثه على ذلك، إلا أن ابن تيمية ﵀ أخذ في تعظيم هؤلاء القضاة والعلماء، وبيان مكانتهم، وينكر أن ينال أحدًا منهم بسوء، وقال له: إذا قتلت هؤلاء لا تجد بعدهم مثلهم، ومن آذاني فهو في حل وأنا لا أنتصر لنفسي (١) . وبعد هذا الحوار انتقلا إلى المجلس العام حيث كان يجلس جمع كبير من الفقهاء والقضاة من مصر والشام فتكلم الوزير في أمر أهل الذمة، وطلبهم أن يعودوا إلى الزي الذي كانوا يلبسونه مثل سائر الناس، وترك الزي الذي أُلزموا به لتميزهم عن غيرهم، فسكت الملك كأنه يريد من الفقهاء والقضاة إبداء الرأي، وسكت الناس بما فيهم الفقهاء والقضاة فلم يتكلم أحد، فقال لهم السلطان: ما تقولون؟ يستفتيهم في ذلك، فلم يتكلم أحد. ثم جثى شيخ الإسلام على ركبتيه، وتكلم مع السلطان بكلام طويل، ورد على الوزير ما قاله ردًا عنيفًا، وتكلم بما لا يستطيع أحد في المجلس أن يقوم بمثله، ولا بقريب منه (٢)، فهذه الحوادث وغيرها أثارت بعض من كان في قلبه غل وحسد على ابن تيمية ﵀، وتكدّرت عليهم حياتهم أن يروا ابن تيمية ﵀ تزداد مكانته بين الناس، ويرتفع شأنه عند السلطان، وتسمع كلمته فتقبل عند ولاة الأمور، نعوذ بالله من الغل والحسد. ثانيًا: أهل الكلام (٣): لقد كان ابن تيمية ﵀ مثالًا للعالم الذي كان همه

(١) انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص٢٨٢، وذكر ابن كثير في البداية والنهاية ١٤/٥٤ عن قاضي المالكية ابن مخلوف مقولة عنه هي قوله: (ما رأينا مثل ابن تيمية حرضنا عليه فلم نقدر عليه، وقدر علينا فصفح عنا، وحاجج عنا)، وهذا نص يؤكد تكالب بعض الفقهاء والقضاة عليه، وتحريض السلاطين عليه، ولكن الله ناصره. (٢) انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص٢٧٨ - ٢٨١، البداية والنهاية لابن كثير ١٤/٥٤. (٣) أهل الكلام: هم المشتغلون بعلم الكلام، وتعريف علم الكلام عند المتكلمين هو: (علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية على الغير بإيراد الحجج ودفع الشبه)، وهو كلام في الله بما يخالف الكتاب والسنة، وفيه تقديم ما تدل عليه عقولهم على الكتاب والسنة. انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ١/١٧٨، المواقف للإيجي ص٢٧، شرح المقاصد للتفتازاني ١/١٦٣ - ١٦٦، مذاهب الإسلاميين لبدوي ١/٧ - ٨ عوامل وأهداف نشأة علم الكلام في الإسلام ليحيى فرغل، أصالة علم الكلام لمحمد السيد ص١٤ - ١٧، المدخل إلى دراسة علم الكلام لحسن الشافعي ص١٣ - ٢٣، علم الكلام وبعض مشكلاته لأبي الوفاء التفتازاني ص٣ - ٦.

1 / 65