Ибн Таймия: возражения и критика

Абдулла бин Салех Аль-Госсн d. Unknown
47

Ибн Таймия: возражения и критика

دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية - عرض ونقد

Издатель

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٤ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

وأهل السنة والجماعة وسط في باب محبة الأنبياء بين من يغلو في حبهم، ويعظمهم كتعظيم الله، ويرى أن لهم تصرفًا ببعض أمور الكون، وبين من يفرّط في حقهم، ويغمطهم، ويرى أن بعض الناس أفضل منهم، وهذا موجود في طوائف من الصوفية. ومن الأمثلة على الوسطية، وتقريرها عند ابن تيمية ﵀ ما ذكره عن وسطية أهل السنة والجماعة في صفات الله ﷿: (ومذهب السلف بين مذهبين، وهدى بين ضلالتين: إثبات الصفات، ونفي مماثلة المخلوقات، فقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١]، رد على أهل التشبيه والتمثيل، وقوله: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١]، رد على أهل النفي والتعطيل، فالممثل أعشى، والمعطل أعمى: الممثل يعبد صنمًا، والمعطل يعبد عدمًا) (١) . ٦ - التسليم للغيبيات، وتفويض كيفياتها إلى الله ﷿: وهذا موافق للكتاب والسنة، ولما عليه سلف الأمة، فقد جعل الله من صفات المتقين قوله: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [البقرة: ٣]، ومن تمام إيمانهم بالغيب أنهم يفوضون ما لا يعلمونه مما لم يرد به النص إلى عالمه وخالقه. وقد قال ﷿: في تمام التسليم للأوامر الشرعية، ولو لم تظهر لنا حكمتها: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: ٦٥] . وقال الإمام الشافعي (٢) ﵀ (آمنت بما جاء عن الله على مراد الله، وبما

(١) مجموع فتاوى ابن تيمية ٥/١٩٦. (٢) الشافعي: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان الشافعي المطلبي، أبو عبد الله، أحد الأئمة الأربعة فإليه ينسب المذهب الشافعي، إمام فقيه، ت سنة ٢٠٤هـ. انظر في ترجمته: حلية الأولياء لأبي نعيم ٩/٦٣، مناقب الشافعي للبيهقي، ومناقب الشافعي للرازي، تهذيب التهذيب لابن حجر ٩/٢٥.

1 / 51